ما هي كيفية التوبة من فعل قبيح، أراني محرومة شقية، لا أعلم أيقبلني الله عَزَّ وَجَلَّ بعد كل ما فعلت من ذنوب تُعد كالجبال، أرى نفسي أقبح وأسوأ من في هذا العالم.
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛
الله سبحانه وتعالى لم يتكلّم إلا عنكِ، لم يُرغّب في التوبة إلا لأصحاب الذنوب البشعة التي كالجبال حرفيًّا، فكيف بمن دونهم!!
أرأيتِ قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تَقنَطوا مِنْ رحمة الله إنّ الله يغفِر الذنوب (جميعا) إنّه هو الغفور الرحيم}.
فماذا لو عرفتِ أنّ الله عَزَّ وَجَلَّ يترفّق ويتودّد للكافرين المجرمين ويعرض عليهم التوبة!! يقول الله جَلَّ جَلاله: {قلْ للّذِينَ كفروا إنْ يَنْتَهوا يُغْفَر لهم ما قد سَلَف}.. نعم هكذا بكل بساطة طالما أنهم سيبدأون صفحة جديدة مع الله عَزَّ وَجَلَّ.
بل ويخاطب الله -جَلَّ جَلاله- النصارى الذين جعلوا المخلوق نبيّ الله ﷺ ربًّا وإلـٰهًا.. يقول لهم الله سبحانه وتعالى: {أفَلَا يَتُوبُونَ إلى اللهِ ويَستَغفِرُونه والله غفور رحيم}.
سبحان الله العظيم! إذا كان هذا فِعلُه بالكفار المارقين، فكيف فِعلُه بِمَنْ ظلمَ نفسَه من المسلمين!
فما ظَنُّكُمْ بِرَبّ العالمين.
الله سبحانه وتعالى يُنادي عليكِ: (يا ابن آدمَ لو بلغَتْ ذنوبكَ عَنَانَ السماءِ ثم استغفرتَنِي غفرتُ لكَ ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيني بِقُراب الأرض -(أي: مِلؤها أو ما يُقاربُ مِلئها)- خطايا ثمّ لقيتني لا تُشركْ بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة). يا الله!
إنّ سؤالك هذا هو بداية توبتكِ الحقيقيّة؛ لأنّ استشعار المرض يدفعنا لتناول العلاج..
فقومي وتوضئي وصلّي ركعتين لله عَزَّ وَجَلَّ وافتتحي حياةً جديدة مع الله جَلَّ جَلاله بالتوبة النصوح والاستسلام الكامل لطاعة الله -جَلَّ وَعَلَاَ- والإقلاع التامّ عن المعاصي والعزيمة الصادقة على عدم الالتفات للماضي أو التورّط في شئٍ مما كان.
وهذه الذنوب العظيمة إذا أحسنْتِ التوبة والتطهّر ستصير وتَتَبَدّل جبالًا من الحسنات.. يعني بالتوبة ستصلحين الماضي وتربحين الحاضر وتأمنين المستقبل، هنيئًا لكِ.
والله أعلم.