هل يلزم وجود نية للصدقة التي أخرجها؟ فأنا لا أضع ذلك في حسباني، بل إذا رأيت فقيرا أعطيه لأنه محتاج فقط؟
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛
مجرد الإحسان إلى الناس وتفريج كربتهم وإيصال النفع إليهم أمر حسن يثاب عليه الإنسان ويؤجر عليه إن شاء الله، (ومَن نَفَّس عن مؤمن كربة مِن كرب الدنيا نَفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، فإذا نوى المسلم مع ذلك نية مُعيَّنة صالحة لهذا العمل فالأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى، وبالنية الصالحة والإخلاص وابتغاء مرضاة الله عَزَّ وَجَلَّ بالصدقة يحصل له تمام الأجر.
قال الحافظ ابن رجب: "قال أبو سليمان الداراني: مَن عمل عمل خير مِن غير نية كفاه نية اختياره للإسلام على غيره من الأديان، وظاهر هذا أنه يثاب عليه من غير نية بالكلية، لأنه بدخوله في الإسلام مختار لأعمال الخير في الجملة، فيثاب على كل عمل يعمله منها بتلك النية، والله أعلم".
وفي الحديث: («وفي بُضع أحدكم صدقة»، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر»).
قال الحافظ ابن رجب: "هذا الحديث يدل بظاهره على أنه يؤجر في إتيان أهله مِن غير نية وقد ذهب إلى هذا طائفة من العلماء".
قال ربنا سبحانه وتعالى: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما}
والله أعلى وأعلم.