الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
الرزق أوسع من مجرد المال الذي هو عرض زائل.
الإيمان، واليقين، والأنس بالله جَلَّ وَعَلا، ونعيم القلب، والرضا بالله سبحانه وتعالى، والفرح به وبفضله ورحمته سبحانه، وذَوق حلاوة الإيمان = أرزاق أعظم من المال بمراحل ومفاوز..
أما المال فيعطيه الله تعالى للبر والفاجر، وللمسلم والكافر، قد يمنع منه بعض أوليائه، ويعطيه لبعض أعدائه، اختبارا منه وامتحانا، لحكمة يعلمها، رفعا لدرجات من شاء، واستدراجا لمن شاء، والدنيا كلها لا تسوي عند الله جناح بعوضة.
أما الثواب الأعظم للإيمان والعمل الصالح والاستقامة على ما يحبه الله جَلَّ وَعَلا، والرزق الأبقى الذي يكون نتيجة لذلك بفضل الله تعالى = فهو نَيل نعيم الجنان، والبقاء الدائم الذي لا ينقطع في جوار الرحمن.
فليست هذه الدنيا بشيء .. تسوؤك حقبة وتسر وقتا.
وغايتها إذا فكرت فيها .. كفيئك أو كحلمك إذ حلمتا.
والله أعلم.