423      6660
  • هل ممكنٌ أن يصاب أحدٌ في زماننا بالسحر أو المس؟
  • محمد سالم بحيري
    محمد سالم بحيري
    فقه شافعي.. تحقيق التراث
  • هل ممكنٌ أن يصاب أحدٌ في زماننا هذا بالسحر أو المس؟ أنا لا أصدق هذه الأمور.
    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعد؛
     
    فرِّقي بين أمورٍ ثلاثة:
    وجودُ السحر، والتحصين منه، والانشغال به.
     
    = أمَّا وجودُه فهو ثابتٌ بالقرآن والسنة والإجماعِ.
     
    فإنَّ ربنا سبحانه قالَ في سورة البقرة: (وما كفرَ سليمانُ ولكنَّ الشياطين كفروا، يعلمون الناس السِّحر)، فبيَّن سبحانه أنَّ من علَّم البشرَ هذا الكفرَ إنما هم الشياطين.
     
    وفي سورة الفلقِ قالَ ربنا سبحانه: (ومن شرِّ النفاثات في العقد)، قالَ الحسنُ البصريُّ: هنَّ السواحر، يعني: الساحرات.
     
    ووردَ في السنة كذلك، وانقعدَ الإجماعُ على وجودِه، لم يخالف في ذلك إلا بعضُ أهلِ البدع.
     
    = ولكن المهمُّ التحصنُ منه، فيتحصن منه بملازمة الأذكارِ الموظفة كأذكارِ الصَّباح والمساءِ وقبل النومِ ونحوِ ذلك.
     
    فلزومُ العبدِ لذكرِ الله سبحانه = يمنعُ عنه كلَّ شرٍّ.
     
    بل زد على ذلك: سورة البقرة، وقد وردَ الحديثُ بأنَّها تقي العبدَ شر السحر، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيما صحَّ عنه: (ولا يستطيعها البَطَلَة)، أي: السحرة.
     
    = أما المسألة الثالثة: فهي أن لا ننشغلَ به، فكثيرٌ من النَّاس كلما فشل في أمرٍ من حياتِه، أو تأخَّر زواجُ ابنتِه = علَّق أمرَه على السحر والحسدِ ونحوِ ذلك.
     
    نعم السحر والحسد ثابتان بلا ريبٍ، ولكن لا ينبغي أبدًا أن ننشغل بهما بحيثُ نعلَّق كل بلاءات حياتنا عليهما.
     
    بل نتحصنُ منهما، ونجتهدُ، وندعُو الله سبحانه أن يصرفَ عنها شرورَ الإنسِ والجنِّ.
     
    والله تعالى أعلى وأعلم.