باختصار للخشوع أسباب يلتمسها الإنسان،
فمنها خلوص النفس من فضول الكلام واللغو والثرثرة " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون "..
ومنها إحضار القلب مشهد التلاوة وتلقي الوحي، وذلك يكون بأن تكلم رب العالمين بكلامه الذي تتلوه وليس بأن تردده كالجالس في مجلس تحفيظ، يردد لسانه ما قد يغيب عنه قلبه!
ومنها تفريغ القلب والمكان من العوائق والشواغل، فلا يصلي حاقنا أو بحضرة طعام، أو بجوار من يصخبون وتتعالى أصواتهم..
ومنها التماس بركة الحلال فإن للحلال نورا في الباطن يخلص النفس من أدرانها وأثقالها..
ومنها سؤال الله تعالى الخشوع والاستعاذة من القلب الذي لا يخشع كما ثبت ذلك عن سيدي صلى الله عليه وسلم..
وهذا باب عظيمٌ -أعني الدعاء- فلا تغفل عنه..
وارفق بنفسك واعلم أن الطريق إلى الله تعالى فيه مكابدة للنفس وسوق ترغيبا وترهيبا ورفقا وحزمًا فلا تعجل فإن من سيرك إليه مجاهدتك نفسك للوصول إليه..
فبعض الناس لا يعد سيره ومعاناته في تقويم نفسه من سبل التقرب إلى الله، وينشغل بالثمرة وحسب، وهذا غلط..
فغرس البذرة وسقيها والقيام على رعايتها وتخليصها من الآفات كل ذلك طاعة وبركة وأجر إن شاء الله..
وقد قال بعض السلف: كابدت قيام الليل عشرين سنةً واستمتعت عشرين سنةً..
فتلك المكابدة إذا تمت على نور وبصيرة كانت من أجل ما يوصل إلى الله تعالى.
نسأل الله قلبا خاشعا ولسانًا صادقًا وعافية دائمةً..
زادك الله نورا وحرصا على محابِّ الله!