694      406
  • هل يأثم المرء بسبب سوء الظن من دون الجهر به وكيف أدفع ذلك عني؟
  • عمرو بسيوني
    عمرو بسيوني
    باحث شرعي في مبرة الآل والأصحاب
  • هل يأثم المرء بسبب سوء الظن من دون الجهر به؟ وكيف أدفع ذلك عني؟
    لا تأثم إن كان لسوء الظن سبب.
     
    وهنا ينبغي أن أشير إلى أن كثيرا من الناس يخلط بين مقامي الاحتياط وسوء الظن.
     
    الاحتياط كأن ترفض أن تعطي رقم هاتفك لإنسان لأنك لا تعرفه أو لا تعرف غرضه من ذلك وتخشى أن يكون خبيثا. هذا احتياط ليس سوء ظن أصلا.
     
    سوء الظن ينقسم إلى قسمين: أن يكون بسبب أمارات، كأن ترى واحدا من علماء السلاطين يبكي ويتخاشع بين يدي سلطان، فيقع في نفسك أنه منافق. أو أن تشتبه في محتال يريد أن يأخذ منك مالا بأمارات. فهذا لا حرج فيه. وليس من الظن الآثم الوارد في الآية. وهذا كظن إبراهيم في الملائكة المكرمين لما لم يأكلوا. قال غير واحد من السلف: كان عادة العرب إذا لم يأكل الضيف ظنوا أنه أتاهم بشر. وهو الذي جاء فيه نحو قول الشافعي: سوء الظن من حسن الفطن.
     
    أما سوء الظن المذموم فهو القسم الثاني، الذي لا يبتنى على أمارات، ولكن يعتقد الإنسان في كل الناس سوءا دون بينة. كأن يرى مصليا يصلي بخشوع فيظن أنه مراء. فهذا المنهي عنه.
     
    ودفع ذلك بأن تدعو لمن تظن به سوءا دون قرينة، حتى يطهر قلبك تجاهه، وأن تستحضر يقينك بقصورك، وأن يقينك بقصورك مقدم على ظنك بقصوره، فاليقين مقدم على الشك.