641      1358
  • بدأت دراسة العلم الشرعي وأشعر بالرياء وصرت محبطة، فما الحل؟
  • القاسم نبيل الأزهري
    القاسم نبيل الأزهري
    مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر
  • السلام عليكم.. بدأتُ دراسة العلوم الشرعية وأخاف من الرياء أو التفاخر، وأشعر أن نيتي ليست خالصة لله وحده، وهذا أمر محبط، هل أترك ولا أكمل أم هناك حل للاستمرار مع إلغاء شعور الرياء هذا؟
    وعليكم السلام ورحمة الله.
     
    يــا طالب العلـــم لا تَبـــغ بـــــدلا
    ... فقد ظفرت وربِّ اللوح والقلمِ
     
    وقدِّس العلم واعرف قدر حرمته
    ... في القول والفعل والآدابَ فالتزِمِ
     
    وانهض بعــزم قـويٍّ لا انثناء له
    ... لو يَعلم المرء قدر العلم لَم يَنــمِ
     
     
    ترك العمل لأجل الناس رياء.
    والعمل لأجل الناس شرك.
    والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
     
    مَن قَصد بطلب العلم تهذيب أخلاقه، وإصلاح نفسه الأمارة بالسوء، وإحياء شريعة الإسلام = فقد أحسن.
     
    قال الله جل وعلا: [وما أُمِروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة..].
     
    قال رسول الله ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى"
     
    قال أبو حامد الغزالي:
    "أيها الولد، كم مِن ليلة أحييتَها بتكرار العلم ومطالعة الكتب، وحرَّمْتَ على نفسك النوم، لا أعلم ما كان الباعث فيه!
    إن كانت نيتُك نيلَ عرض الدنيا، وجذبَ حطامها، وتحصيل مناصبها، والمباهاةَ على الأقرانِ والأمثالِ = فويلٌ لك، ثُم ويل لك!
    وإن كان قصدك فيه إحياء شريعة النبي ﷺ، وتهذيب أخلاقك، وكَسْرَ النفس الأمارة بالسوء = فطوبى لك، ثُم طوبى لك".
     
    قال مالك بن دينار: إذا تعلم العبد العلم ليعمَلَ به كَسَره علمُه، وإذا تَعلَّمَ العلم لغير العمل زاده فخرا.
     
    وقال غير واحد من السلف: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله.
    قال الغزالي: العلم هنا هو علم الحديث وتفسير القرآن ومعرفة سير الأنبياء والصحابة، فإن فيها التخويف والتحذير، وهو سبب لإثارة الخوف من الله، فإن لم يُؤَثِّر في الحال أثَّر في المآل، وأما الكلام والفقه المجرد الذي يتعلق بفتاوى المعاملات وفصل الخصومات المذهب منه والخلاف لا يرد الراغب فيه للدنيا إلى الله، بل لا يزال متماديا في حرصه إلى آخر عمره.
     
    والحاصل: أن الاستمرار في طلب العلم هو المطلوب، مع معالجة النية وإصلاحها، ومراجعة النفس وتقويمها، وسؤال الله الصدق والإخلاص في القصد والقول والعمل، والله يغفر لنا ويصلح قلوبنا، لا إله إلا هو.