568      277
  • تحدثه نفسه أنه لو كان غنيا لصنيع صنيع المترفين الفساد!
  • محمود مداد
    محمود مداد
    باحث شرعي ومفتي.. موقع الشبكة الإسلامية
  • أنا ساعات بتحدثني نفسي إني لو كنت من الأغنياء كنت هعيش حياتهم وأكون في اماكن مصايفهم وخروجاتهم وألهو لهوهم ومكنتش هلتزم بالدين أمام تيار الشهوات القوي ف البيئة دي، أنا مش عارف هل ده تمني إني أكون مكانهم ولا لأ ولكن بيجيلي شعور إني حابب إني أجرب وأكون مكانهم وأعيش متعتهم فهل عليّ إثم؟
    إن كانت هذه مجرد خواطر تدفعها بالإيمان الصادق فلا تضرك، وإن كانت عزمة صادقة فيخشى أن يلحقك تبعة وأنت قار في بيتك!
     
    وماذا عليك لو نويت أن تكون لو أن الله أغناك من المحسنين الذين يبذلون مالهم في مرضات الله، فيواواسون هذا ويفرجون كرب ذاك ويتصدقون على هذا ويطعمون الطعام ويحسنون ما استطاعوا فتنال أجرهم وأنت على فراشك؟!
     
    وفي حديث أبي كبشة الأنماري عند الترمذي: "إنما الدنيا لأربعة نفر، رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يتقي في ماله ربه ويصل به رحمه فهو بأعلى المنازل، ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو أن لي مثل ما لفلان لعملت فيه بعمله فهو بنيته فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله لا يتقي فيه ربه ولا يصل به رحمه فهو بشر المنازل، ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مثل ما لفلان لعملت فيه بعمله فهو بنيته فهما في الوزر سواء".
     
    وتحت هذا الحديث أن العلم هو الذي فرق بين الصنفين الأولين والآخرين وأنه هو الذي ألحق الناوي بالعامل، وتحته ما للنية الصادقة من الأثر الحميد، فقد يبلغ المؤمن بصالح نيته ما لا يبلغه بعمله، فانو الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير، وهذا في النية الجازمة والعزيمة الصادقة لا في مجرد الخواطر التي تعرض وتزول، قال صلوات الله عليه مرجعه من تبوك: "إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم شركوكم في الأجر"، قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: "وهم بالمدينة حبسهم العذر".
     
    فاجتهد في دفع هذه الخواطر عنك وإبدالها بنيات الخير وإرادة البر والعزيمة على الرشد تنجح وتفلح.