أنا أنصح البنات دائما وأشجعهم على عمل الخير والصواب ودائما يقولون لي بأن الله -سبحانه وتعالى- جعلني سبب في تغيرهم للأفضل، وأنا في الأساس مقصرة، ومتخبطة جدا فى علاقتى مع الله عَزَّ وَجَلّ، فهل أكون بذلك منافقة؟
الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعد؛
لست منافقة -يا أختي- بل مقصِّرة..
1- نصح أخواتك في دائرة ما تحافظين عليه من أعمال.
2- يجوز نصحهم في أعمال يقع منكِ فيها تقصير مع الإشارة لذلك، فمثلا تقولين: أريد أن يعاون بَعضُنَا بعضا في القيام بطاعة كذا، أو مثل ذلك.
3- المحظور والخطر هو الأمر والنهي لغيرك مع عدم التزامك بذلك كُلِّيا، مع استساغة ذلك، فإلى هذا ينصرف الذم الذي جاء في الحديث: (مثٓل العالِم الذي يعلِّم الناس الخير وينسى نفسه، كمٓثٓل السِّراج، يضيء للناس ويُحرِق نفسه). [صحيح الجامع | ٥٨٣١]
4- وارد أن يقصِّر العبد عند الفتور في أعمال كان محافظا عليها، وليس هذا نفاقا، بل ضعفا ووهنا يندفع بالعزم ومصاحبة أصحاب الهمم.
وصدق ابن القيم حين قال في الفوائد:
"لابد من سِنٓة الغفلة ورقاد الهوى، ولكن كن خفيف النوم".
5- جميلٌ أن يخاف الإنسان من النفاق، بل هو فعل الصحابة على جلالة قدرهم، على أن يكون هذا الخوف دافعا للعمل لا صارفا عنه، ومحفِّزا على البذل لا مُقعِدا عنه، وإلا كان خوفا مذموما، وحيلة من حيل الشيطان.
والله أعلم.