نتيجتي ظهرت.. ورسبت في التيرم كله تقريبا وكان ذلك ظلما، ولم أستطع استرداد حقي من الأساتذة وأشعر بالقهر! في حياتي لم أشعر بهذا الظلم وهذا الشعور يُبعدني عن الله عَزَّ وَجَل، وأنه سبحانه عالم بالظلم الذي وقعت فيه ولم يتغير شيء، أريد أن أستعيد يقيني بالله عَزَّ وَجَل فماذا أفعل؟
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، أمَّا بعد؛
كثير ممن يرسب في بعض المواد يزعم أنه مظلوم، وأنه رسب ظلما، وهذا قد يحصل بالفعل، لكن لا يلزم أن يكون دائما صحيحا، وبالتالي:
- فأنتِ إما أن تكوني مظلومة بالفعل، وظالمك حينئذ آثم إن كان متعمدا، وعليك أن تسعي لإعادة تصحيح الورقة، أو تقديم تظلم، ونحو ذلك.
- وإما أن تكوني لست مظلومة، وإنما متوهمة أنك مظلومة، ولديك عادة اتهام الآخرين وتحميلهم تبعات ما يحصل لك دوما، وحينئذ ينبغي عليك ترك هذه العادة، وتغيير طريقة المذاكرة، والجد والاجتهاد أكثر حتى تنجحي إن شاء الله.
أما الله -جَلَّ جَلاله، وتَقَدَّست أسماؤه- فإنه لا يظلم أحدا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، ولم يخبرنا الله تعالى أن هذه الدنيا لن يتظالم فيها الناس، ولا وعدنا بأنه سيمنع كل ظلم من أن يقع في تلك الدنيا، وإنما خلق الخلق وأرسل الرسل وأنزل الكتب، وحذر الخلق من الظلم، وأمرهم ونهاهم، ووعدهم وتوعدهم، وأعطاهم إرادة واختيارا، ليعملوا الخير والشر، والعدل والظلم، ثم يكون الجزاء في الدار الآخرة، وتجزى كل نفس بما كسبت.
فاجتهدي في الدعاء بأن يصلح الله لك الأحوال، واجتهدي في المذاكرة، وحاولي تغيير الطريقة التي تذاكرين بها، فربما كان فيها خلل، ثم إن كان هناك من يتقصدك ويظلمك فعلا، فاسعي في رفع الظلم عن نفسك بما يمكن من الطرق..
واسألي الله تعالى مع ذلك أن يكف عنك ظلم الظالمين، وأن يكفيك شرهم، وإياك واتهام الناس ظلما بأنهم ظلموك، فإنك تكونين أنتِ الظالمة الباغية حينئذ.
والله أعلم.