أعلم أن الله غفور رحيم، لكني أرى نفسي لستُ جيدة لأني لا أقدر على الاستمرار في التوبة وأقع في ذنوب كثيرة ويمر وقتُ طويل قبل أن أتوب مرة أخرى.. هل هذا من اليأس والقنوط؟
الأول: أن الله سبحانه وتعالى لا يرحمُنا لأننا أهلٌ للرحمة أو مستحقون لها أو أن أعمالنا تؤهلنا لننال رحمة الله ومثوبته، ولكن يرحمنا لأنه أهل أن يرحم ولأنه يحب أن يرحم.
الثاني: ليس من علامات كمال التوبة وصدقها ألا يقع العبد بعدها في الذنب نفسه مرة أخرى، ولكن الصدق حالة ندم قلبي يعتري العبد حياءً وانكسارًا بيت يدي الله عز وجل.
ومن صفات المتقين أنهم إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم.
فليس المؤمن الذي لا يعصي الله قط، إنما المؤمن الذي إذا عصى وأذنب تاب وأناب.
«إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ، فَغَفَرَ لَهُ.
ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ، فَغَفَرَ لَهُ.
ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي»
الثالث: سوء الظن بالنفس واتهامها بالتقصير ليس قنوطا من رحمة الله تعالى ولكن معرفة لقدر النفس وحقيقتها وأنها أمّارة بالسوء إلا أن تترقى في مراتب الإيمان والكمال حتى تصير مطمئنة بإذن الله.
فأبشري، وأمّلي خيرا، وأحسني ظنك بربك، واصدقي في توبتك.