خطبتُ بنتًا أحبها وتحبني، وتقدمت ولم يكتمل الأمر بسبب أهليْنـا، ثم خُطبت هي بعدها ومن حينها لا أقدر على الحياة، ولا آكل حتى فقدت وزنا كثيرا، وحياتي شبه مجمدة منذ ستة أشهر.. قل لي أي شيء يجعلني أتجاوز ما أمر به لأني أشعر أني لم أعدْ حيًّا..!
لا بد أن تقرر لنفسك في نفسك أنه ليس من الضروري أن نحصل على كل ما نرغب في هذه الدنيا، وأنه من الطبيعي جدا أن نرغب في أمور بشدة، ونسعى لذلك مع الرغبة العارمة، ثم لا نحصل عليها، ويحال بيننا وبينها، لحكمة يعلمها الله، وفي طيات ذلك اختبار وابتلاء، وثواب لمن صبر واستقام، وإنما النعيم الكامل في جنة الخلد.
اكفُف عن متابعة أخبارها، وتشاغَل برياضة وعمل نافع مفيد يُرهِق ذهنك وجسَدكَ طول اليوم، وأنت في أثناء ذلك محافظ على صلاتك الخاشعة، وأذكارك، وتلاوة شيء من القرآن مع التدبر ولو صفحة، ثُمَّ نَم بالليل بعد ذلك التعب، واستيقظ عند الفجر مستغفرا سائلا الله شفاء قلبك وصلاحه وكفايتك بالحلال عن الحرام وبفضله عمن سواه، واستمر على ذلك، واصبر على ما قد تجد فيه من صعوبة وخلاف الهوى، وأبشِر بالخير، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا.
وطالِع كتاب ابن القيم: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، المشهور باسم: الداء والدواء، وأكثِر من الاستماع لسورة يوسف، عليه السلام، هذه دورة مكثفة من الدواء إن صبرت عليها من الآن إلى شهر رمضان فما أسرع الشفاء إليك، بل ما ستلقاه من نعيم القلب وسروره وفرحه بالله سبحانه شيء فوق مجرد الشفاء بما ستعلمه وتذوقه إن فعلت، والتوفيق من الله.