ما معنى الآية الكريمة: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجَهالة}؟ هل معناها التوبة لمن عمل ذنبا وهو لا يدري وقتها أنه ذنب؟
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛
{إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة}، قال السلف: "كل من عصى الله فهو جاهل، وأما من كان جاهلا بحرمة الفعل في الشرع فليس آثما أصلا، وإنما المقصود جهالته بخطورة المعصية وإفضائها إلى ما تفضي إليه".
قال السعدي -رحمه الله تعالى- في تفسير الآية:
"توبة الله ﷻ على عباده نوعان: توفيق منه للتوبة، وقبول لها بعد وجودها من العبد، فأخبر هنا -أن التوبة المستحقة على الله ﷻ حَقٌ أَحَقَّهُ على نفسه، كرما منه وجُودًا، لمن عمل السوء أي: المعاصي (بِجَهَالَةٍ) أي: جهالة من العبد بعاقبتها وإيجابها لسخط الله تعالى وعقابه، وجهل من العبد بنظر الله ﷻ ومراقبته له، وجهل منه بما تئول إليه من نقص الإيمان أو إعدامه، فكل عاص لله ﷻ، فهو جاهل بهذا الاعتبار وإن كان عالما بالتحريم، بل العلم بالتحريم شرط لكونها معصية معاقَبا عليها".
والله أعلم.