707      1217
  • ما معنى قوله تعالى : "فسبح بحمد ربك"؟
  • القاسم نبيل الأزهري
    القاسم نبيل الأزهري
    مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر
  • في الآيات الكريمة التي فيها قول الله تبارك وتعالى: "فسبح بحمد ربك"، معناه أن أكرر قول الحمد لله أم قول سبحان الله وبحمده ؟

     

    سَبِّح ربَّك ملتبسا ومصاحبا للتسبيح بالحمد لربك .. كقولك: سبحان الله وبحمده.

     

    وإذا نابَك ضِيق فأكثِر مِن ذِكر ربِّك -سبحانه وتعالى- بالتسبيح والتقديس والحمد والثناء، فإنَّ ذلك سبب لأن يشرح الله صدرك، ويكشف ما حلَّ بِكَ مِن الغم والضيق، فإنَّ الأمور كلها تَجري بتدبير ربِّك سبحانه وبحمده، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وهو الحكيم العليم البر الرحيم.

     

    ولقد كان النبي ﷺ يَضيق صدره بما يقوله المشركون مِن كذب وكفر بالله ﷻ ورسوله ﷺ، فأخبره الله تبارك وتعالى أنَّه يعلم أنه يضيق صدره بما يقوله هؤلاء الكافرون، وأنَّ ذلك لَمْ يَخفَ على الله سبحانه وبحمده..

    وأرشده -سبحانه وتعالى- إلى المُضِيِّ في طريقه، طريق تنزيه الله عن النقائص، والثناء عليه بالكمال والمحامد، وبيان تفرده -سبحانه- بالألوهية واستحقاق العبادة، وتَنَزُّهه عن الشركاء والأمثال والأنداد، طريق التسبيح والحمد لله الملك الحق لا إله إلا هو.

     

    يقول الله سبحانه وتعالى: { ولقد نَعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون - فسبِّح بحمد ربك وكن من الساجدين - واعبد ربَّك حتى يأتيك اليقين }.

     

    وفي سورة النصر: { فسبِّح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابا }

     

    وفي الصحيحين من حديث منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت:

    "كان رسول الله ﷺ يُكثِر أن يَقول في ركوعه وسجوده:

    ( سبحانك اللهم ربَّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي ) يَتأوَّل القرآن".

     

    يتأول القرآن : أي يفعل ما أمره الله به في سورة النصر.