قرأت أن أسباب الحب خمسة: "الكمال والجمال والإحسان والعلاقة والمناسبة الروحية" لكني لم أفهم الأخيرة وما قبلها فهل من توضيح لها؟
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛
يفسرها -والله تعالى أعلم- ما ورد من أنّ امرأة مزّاحة، نزلت بمكة على امرأة شبهاً لها (مزّاحة) فبلغ عائشة ذلك فقالت: صدق رسول الله ﷺ، سمعته يقول: (الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلاف).
فالمثل إلى مثله مائل، وإليه صائر، والضد عن ضده هارب، وعنه نافر.
قال القرطبي: "الأرواح وإن اتفقت في كونها أرواحا لكنها تتمايز بأمور مختلفة تتنوع بها، فتتشاكل أشخاص النوع الواحد وتتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص لذلك النوع للمناسبة؛ ولذلك نشاهد أشخاصَ كلِ نوع تألف نوعها وتنفر من مخالفها، ثم إنا نجد بعض أشخاص النوع الواحد يتآلف وبعضها يتنافر، وذلك بحسب الأمور التي يحصل الاتفاق والانفراد بسببها".
وهذا نظير ما فسره به بعضهم هذه الآية من سورة النور: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.