مرحبا، عندي مشكلة تؤرقني وهي أني كثيرا ما أسأل نفسي أسئلة غريبة لا تصح، وأستعيذ بالله تعالى منها وأقول أنا مؤمنة بالله -عَزَّ وَجَل- ولا يصح سوء أدبي مع الله - سبحانه وتعالى- أبدا! ولكنها ترجع ثانية في عقلي، على سبيل المثال: يأتيني تساؤل عن الغرض من تكرار نفس القصة لنبي ما في أكثر من موضع، وما شابه.. تعبت كثيرا من نفسي وخائفة جدا من غضب الله سبحانه وتعالى، ولكنها تأتي غصبا.
الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعد؛
هذه أسئلة عادية لو من نفس نوع المثال الذي ذكرتيه، والحل في أنك تتعلمي وتصبري قليلًا على نفسك، وتجارب الحياة ستمدك بقناعات تزيدك يقينًا بما تتعلمينه.. عليك بكتاب السُبل المرضية للشيخ أحمد سالم.
تكرار القصص القرآني بحسب السياق الذي ذكرت فيه، نفس القصة قد يكون فيه مظهر لنصرة المؤمنين أو لصراع الحق والباطل أو للصبر أو لحيل المبطلين، فتكرر القصة من هذه الجهة أو تلك، وستجدين تفصيل ذلك في كتب التفسير وفي الكتب التي تتعرض لقصص الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم-.
مع الوقت وتجارب الحياة ستجدين أنك تريدين مثلًا في تربية أولادك ألا تكرري أحاديثك معهم، تعتقدين أن هذا شيق مفيد يتسم بالحيوية، لكن مع مرور الأيام ستدركين أهمية التكرار في تعليمهم وفي غرس القيم في نفوسهم!
مع الوقت ستجدين أن هذا التكرار نفسه من صور الإعجاز، فالكاتب عندما تأتيه الفكرة يستطيع الإبداع في التعبير عنها ليصل إلى قمة إبداعه، لكن ماذا لو طلبتِ منه أن يعيد التعبير عنها مرة أخرى بصورة إبداعية؟! حسنًا.. مرتين، ثلاثة، أربعة، خمسة؟! التكرار مع البلاغة والإبداع بلفظٍ مختلف ونظم متباين هو من أعلى صور الإعجاز ولا شك!
وهكذا سائر أسئلتك، إما أن تسألي من يفيدك، أو أن تسلكي السبيل الأفضل والأكثر متعة وراحة للنفس وهو سبيل التعلم الممنهج!
والله أعلم.