أنا حالتي النفسية سيئة؛ أعرف شابا منذ ثلاث سنوات، ومنذ عامين بدأت في أن أحبه فابتعدت عن كل مكانٍ قد ألقاه فيه، ولكني لا زلت أحبه، فهل إذا جعلت أختي وسيطا بيني وبينه لتسأله إذا كان معجبا بي فليتقدم حراما؟ مع العلم بأني لا أثق بغير أختي كوسيط، وأيضا نحن طلاب جامعة.
الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعد؛
أختي الكريمة..
لمصلحتك أرجو تأمل النقاط التالية:
- أولاً: توسط أختك أو صاحبتك في الموضوع لا بأس به شرعاً، وقد فعلته أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- مع نفيسة بنت مُنية لتعرض على النبي ﷺ الزواج منها، ولكن مع ملاحظة أنّ الرجل المذكور ممن يُرتضى دينه وخُلقه، وليس الأمر مع كل أحد لمجرد الإعجاب به.
- ثانياً: هذا النوع من التعلق سيُتعبك كثيراً حالياً وحتى بعد موافقته على التقدم لخطبتك، فلا بد من التنبه إلى أن تعلقك بهذا الشاب هو تعلق بالصورة الذهنية التي رسمتيها له وقد لا تكون معبِّرة عن الحقيقة.
والأمر نحو إعجابك بثقافة وأدب وإخلاص زميلة لك في الدراسة، لكن الظروف لم تضع هذه الزميلة على المحك بحيث تختبرين إخلاصها أو أدبها أو ثقافتها حقاً، ثمّ ما تلبث الأمور أن تتضح لك بعد ذلك فترين واقع هذه البنت بحلوها ومُرها.
دعيني أصارحك بأمر، حين كنت صغيراً أحببت فتاة وكنت أنوي الزواج منها ومعلوماتي عنها عامة، وبالكاد أستطيع أن أميز شكلها، وكانت ظروفي الاجتماعية والاقتصادية آنذاك صعبة، ثمّ تزوجت ورأيت الحلم ينهار أمامي وتضايقت جداً لذلك لولا إيماني بالله تعالى وثقتي به، واليوم وبعد مضي قرابة 20 سنة ولمعرفة عائلتي بهذه البنت المتدينة، حمدت الله تعالى أنه لم يكتب لي الزواج منها، وإلا لما رزقني الله تعالى الولد.
لذا استخيري وكوني على ثقة بالله تعالى، وتنبهي إلى خطر هذا التعلق على دينك وخُلقك وعلى نفسيتك.
والله أعلم.