مرحبا بكم، أنا أريد إن شاء الله ارتداء النقاب (استحباب بحول الله تعالى)، وزوجي موافق ولله الحمد، أنا أريد منكم فضلا أن توجهوني لشيء أقرأه في فضله والنيّة التي أستحضرها عند لُبسه إن شاء الله، لأني أريد أن أستر نفسي وأحميها من نظرات الرجال، وأحمي قلبي أيضا من الفِتن، وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعد؛
أدامَ الله عليكم نعمتَهُ وطاعتَهُ، وباركَ لكم.
أمَّا النيَّة فاحتسبي بذلكَ أنكَ تتأسين بأمَّهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ، وتذكرِي قولَ أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- لما رأت صفوان: (فغطيت وجهِي بجلبابي)، وأيُّ فضلٍ وخيرٍ أعظَمُ من التأسِّي بأمَّهاتِ المؤمنين -رضي الله عنهن-.
واحتسبي بذلك أنكِ تقبضين على دينِك؛ فإنَّ الزمانَ شديدة فتنُه، قد مُلئ بالتبـرُّجِ والعريِّ، فتذكرِي حديثَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلَّم- في الغرباءِ، حيثُ قال -صلى الله عليه وسلم_ : (فطُوبَى للغرباءِ)، ثم قالَ ﷺ : (الذين يصلحون إذا فسدَ الناسُ).
فالمرأة حينما تحتجبُ حجابًا جيدًا في زماننا هذا، أو تنتقبُ = فإنها من هؤلاءِ الغرباء إن شاءَ الله إن لازمت الطَّاعات.
ثمَّ احتسبِي أنكِ أحدُ الذين يسنون في النَّاسِ سُنَّة حسنة؛ فإنَّ النفوسُ مجبولة على إلفِ ما تراهُ في النَّاس، فلعلَّ أختًا لكِ ترى النقابَ عليكِ، فتحبُّ الطاعة بسببِك، فترتديه، فتكون في ميزان حسناتِك.
وقبلَ كلِّ ذلك وبعدَه = ينبغي للعبدِ ألا يأخذَهُ العُجبُ بعبادِته، بل تتقربين إلى الله سبحانه بهذا بقلبٍ وجلٍ، يدعُو الله أن يتقبَّل منه.
وينبغِي لكِ ألا تستقلِّي طاعة من اقتصرت على الحجاب الذي يغطِي كلَّ بدنها إلا الوجه والكفين؛ فإنها على دربٍ من الطَّاعة أيضًا، وقد أخذت بقولِ جماعةٍ من العلماءِ، فليست بآثمةٍ، فلا تنظرِي إليها نظرة استقلالٍ لطاعتِها.
حتى المتبرجة؛ انظرُي إليها نظرة إشفاقٍ ورحمةٍ لا نظرة ازدراءٍ، تأمَّلِي حديثَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في الرجل المبتلى بشربِ الخمرِ وقد لعنَهُ بعضُ الصحابَة، غصب النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وقالَ لهم: (لا تقولُوا هكذا، لعلَهُ يحبُّ الله ورسولَهُ).
فنحن نبغضُ التبـرُّج، ولا نبغض إخواننا المسلمين.
وهكذا في معصية؛ نكرَهُ معصيته، ولا نكرهه ولا نزدريه.
ثمَّ حاولي أختي أن تجعلِي النقابَ سلوكًا يأسرُ أخواتِك، وليس مجرَّد ثيابٍ، فليكن النقابُ دافعًا على خلقٍ حسنٍ تخالقين به النَّاس، فيفتحُ الله بكِ قلوبِ أخواتِك.
أمَّا فيما يتعلق بما تقرئين = فاقرئي تفسيرَ سورة النورِ وسورة الأحزاب من (تفسير السعديِّ) أو (تفسير ابن كثير)، فستجدين فيهما قصَّة الحجابِ وتفاصيله، وكثيرًا من الآدابِ التي تتعلَّق بالمرأة المسلمة.
وإني لأحبُّ لكلِّ مسلمة أن تحفظ سورة النور.
تقبَّل الله طاعتَكِ، وباركَ الله لكِ.