إذا أنا منتقبة والحمد لله، أريد نصح صاحباتي بالنقاب، ماذا أقول كنصيحة ليست تقليدية؟ وكيف أحببهن فيه؟
تدرجي معهن في النصائح، فانصحيهن أولا بترك المحرمات المقطوع بحرمتها كالكذب والغيبة والنميمة والتبرج ولبس الملابس الضيقة غير المحتشمة ونحو ذلك، وانصحيهن كذلك بأداء الواجبات المقطوع بوجوبها، كأداء الصلوات، ولبس الملابس الواسعة الساترة المحترمة، والتخلق بالأخلاق الحسنة، ونحو هذا،
ثم من وجدت منها التزاما بالواجبات المقطوع بها، وتركا للمحرمات المقطوع بها، فانصحيها حينئذ بالنقاب، لأنه الأكمل في الحجاب والستر، وحينئذ ستستجيب لك مباشرة إلا أن يكون لديها مانع من الموانع، أو كانت تجد مشقة في ذلك، فيكفي منها حينئذ التزامها بما ذكرت حتى تتمكن من لبس النقاب،
لكن أن تنصحي بالنقاب من تفعل المحرمات القطعية، وتترك الواجبات القطعية، ولا تمتثل أخلاق الإسلام، وتركزي معها فقط على لبس النقاب أو تبدئي به في النصح وتتركي النصح بما هو أهم وأعظم: فهذا خطأ في الدعوة، وهو مبني على خطأ آخر وهو أن بعض الفتيات تعظم من شأن النقاب حتى كأنه أعظم شأنا من الصلاة مثلا، فتبذل جهدا كبيرا في دعوة الفتيات إلى لبس النقاب مع أنها لو بذلت نفس هذا الجهد لدعوة تاركات الصلاة إلى أدائها، وتاركات الحجاب العام إلى الأخذ به لكان ذلك أحسن وأولى إن شاء الله، وتجعل الدعوة للبس النقاب على سبيل النصح أحيانا. والله أعلم.