أخي الصغير عَلِمَ أن النافلة غير واجبة وأن الواجب هو الفرض، وأصبح يُفرِّط فيها، فكيف أقنعه بألّا يفرِّط فيها؟
الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعد؛
بَيِّني له أن صلاتنا يعتريها من النقص الكثير، وأن النوافل شرعت لتجبر نقص الفرائض، وأن هذه النوافل عمل يسير جدا يشتمل على أجر كبير، وأن العاقل لا يفرط في مثل هذا الأجر، وأنه لو فاته عشر جنيهات لحزن أشد الحزن، فكيف لو فاته بيت في الجنة ثمنه اثنتا عشرة ركعة فقط..
وقد نص كثير من أهل العلم على أن من واظب على ترك السنن الرواتب يفسق بذلك وترد شهادته، وأن الصلاة خير موضوع، وأن ذنوبنا كثيرة جدا ونحن نحتاج إلى ما يثقل به ميزاننا بين يدي الله تعالى..
وبَيِّني له بأن هذه الأعمال اليسيرة من أعظم سبل النجاة، وأن النوافل حريم الفرائض، يعني التساهل في النوافل يجر إلى التساهل في الفرائض فيما بعد، والحفاظ عليها يجعل الشخص أكثر محافظة على فرائضه كما أن ترك المكروهات سبيل لترك الحرام وفعلها بوابة لفعل الحرام.
وأن المؤمن المحب لله تعالى يحب الكمال ما أمكن ويحب التقرب إلى ربه سبحانه وتعالى ويحب ما يحبه ربه جَلَّ وَعَلا..
وأن العبد لا يزال يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه الله تعالى فإذا أحبه الله تعالى فلا تسل عما يصحبه من توفيق وإعانة، فمن أحبه الله تعالى كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سأله أجابه وإن استعاذه أعاذه.
وادعي له بالهداية والثبات.
والله أعلم.
