الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعد؛
هناك علم حقيقيّ يقع به تعبير الرّؤى ويحتاج صاحبه فوق العلم إلى موهبة عالية في فكّ الألغاز وفهم الإشارات..
لكنّ وانتبه جيّدا لهذه الجملة: ما تكاد تجد في كلّ مائة ألف بل أكثر ممّن يدّعونه أحدا يتقنه فعلا.
وإنّ النّاس لسراع للكلام في أمور مضبوطة بألوف الضّوابط العلميّة يستسهلون الخوض فيها وكشف باطلهم أقرب من طرف البنان..
فكيف بما ضوابطه واسعة والحاجة فيه للورع هي أشدّ شيء وأكثره.
ورحم الله إمامنا مالكا كان يرى هؤلاء الّذين يتكلّمون في الرّؤى في عصره فكان يقول: أبالنّبوّة يلعب؟!
وذلك أنّ الرّؤيا جزء من ستّة وأربعين جزءا من النّبوّة والكاذب فيها كالكاذب في الوحي..
ورحم الله امرءا خاف ربّه وخشي ذنبه ووقف عندما يعلم واستيقن خبر أنّ أكثر ما يكبّ النّاس على وجوههم في النّار حصائد ألسنتهم.