عرفت أن أبي يشاهد الإباحية، كيف أتصرف؟ أنا لا أتخيل أن من يعلمني الصواب من الخطأ يكون هو من يفعل ذلك، لا أتخيل كم هذا التناقض وهو في الأصل حافظ للقرآن و ملتزم و يربي لحيته.. للأسف فقدتُ احترامي له!
الحمد لله وبعد،
أولًا: لابد أن تتفهم أن أهلنا بشر، ومعرضون للوقوع في الخطأ، والفتن ألغام تحيط بنا، واجتنابها ليس أمرًا سهلًا على كثير من الناس، فلا يدفعك علمك بهذا الأمر إلى ترك احترام أبيك وإجلاله في نفسك وأن تعرف له فضله وخيره وحسناته، فأهلنا ليسوا ملائكة.
يجب أن تحافظ على هذا الاحترام، هذه الطوباوية والمثالية خطأ كبير وظلم عظيم، وهل يشترط أن يكون الإنسان كاملًا لكي ينصح ويربي ويعلم؟! ، لو كان كذلك لما نصح أحد ولا ربَّى، بل من عظيم فضل آبائنا ومنتهم علينا أنهم غالبوا نقصهم وضعفهم ليغرسوا فينا حب الكمال والخير..
ثم هل حافظ القرآن والملتزم والملتحي والمصلي ملك من الملائكة؟ هم بشر يخطئون ويصيبون، يستزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا.. هذه آية نزلت في بعض الصحابة رضي الله عنهم..
الظلم العظيم أن تتحول هذه الإيجابيات الكثيرة (الصلاة، القرآن، فعل الخيرات،...) التي تغرق في بحارها بعض السيئات إلى أداة إدانة واتهام!
(وَمَن ذا الَّذي تُرضى سَجاياهُ كُلُّها .. كَفى المَرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعايِبُهْ)
ثانيًا: أكثر من الدعاء له.
ثالثًا: انصحه بود ولطف للاستزادة من الخير عمومًا، قراءة القرآن، سماع المواعظ، صلاة النوافل بعض الفرائض، شاركه في بعض هذا، فإن الطاعة عمومًا تنهى عن الفحشاء والمنكر.
رابعًا: لا تفعل سوى ذلك، وتناس الأمر.
