لا أعرف ماذا تقصد بالسلفية، فبعض الناس يطلق المصطلح ويقصد به جماعة معينة في ذهنه مستاء جداً من تصرفاتها..
وأما إن كان المقصود: منهج أهل السنة والجماعة، وطريقة أئمة السلف في فهم الإسلام، كالخلفاء الأربعة من الصحابة، ومثل سعيد بن المسيب، والحسن البصري، وإبراهيم النخعي، وعطاء بن أبي رباح، وأضرابهم من التابعين، ومثل مالك بن أنس، والأوزاعي، والليث بن سعد، وسفيان الثوري، وأضرابهم من أتباع التابعين = فنشهد بالله تعالى أننا على منهجهم في فهم الإسلام بإذن الله، ونشهد بالله أنهم مصابيح الدجى وسُرُج الأمة، ولهم لسان صدق عام، ولا يتواطؤ الأئمة من هذه الطبقات على أمر إلا ويكون حقاً في نفس الأمر.
والنصوص التي جاءت في فضل واهتداء القرون المفضلة هؤلاء هم رؤوسها.
ومن رام فهم الإسلام بشيء خارج عن طريقة هؤلاء ففي عقله نقص وخفة وطيش، وقد ضيع زمانه هدراً، إذ كيف تأتي النصوص بالثناء على هذه القرون المفضلة وتشهد الأمة أن هؤلاء سادات هذه القرون ثم يكون فهمهم للإسلام خطأ! ثم يفهمه بعض متأخري العلماء المتشربين للقواعد الكلامية الأجنبية عن الوحي، أو بعض المعاصرين المنهزمين المنكسرين للثقافة الغربية الغالبة! هل هذا أمر يقبله العقل؟ وهل صار دين الله لغزاً لا يُكشف إلا اليوم؟!