لمّا أعبد الله، أصاب بالشكوك في قبول أعمالي، ومهما عملت أخاف ألا يقبل وأنها لا شيء وأني ما زلت مقصرة، هل هذا من صفة عباد الرحمن أن يعتبر غياب للثقة واليقين في الله؟
بل أسيئي الظن بنفسك واعتقدي قصورك وتقصيرك وأن عملك فيه من الآفة ما يحتاج إلى الاستغفار والتوبة وأنه ليس مما يصلح أن يتقرب به إلى الله تعالى..
ومع هذا فأحسني الظن بربك واستحضري دائما أنه الكريم، ومن كرمه أنه يقبل هذا العمل المشوب الذي خلطنا فيه وقصرنا، وأنه تعالى شكور، يقبل اليسير ويثيب عليه الثواب الكثير، وأنه تعالى هو البر الرحيم، الذي لولا بره ولطفه ورحمته لهلكنا، فنسيئ الظن بأنفسنا ونعلم أنها أهل لكل تقصير ونحسن الظن بربنا تعالى ونعلم أنه أهل العفو والصفح والتجاوز، فأملنا ومطمعنا إنما هو في رحمته تعالى ونعلم أن رحمته وسعت كل شيء فإلم نكن أهلا لنيل رحمته فرحمته أهل لأن تنالنا، اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأصلح لنا شأننا كله.