ولو أنك تلمح لغاندي أو ملوك أوربا منذ قرنين فأكثر، فهذا أمر مرده إلى العادة وطبيعة المجتمع، وأهم حاجة إنهم لا يجعلوا من زواج الصغيرة سبيلًا لإيذائها ولا للدخول بها قبل أن تكون مهيأة لذلك راضية به "وأكثر المشايخ على أنه لا عبرة للسن بهذا الباب وإنما العبرة للطاقة"، ولا تنتقل لبيت زوجها إلا بعد أن تكون مطيقة لذلك، وإن بلغت فأرادت الفسخ يتاح لها ذلك على قول جماعة من الفقهاء، وإن رأى الحاكم الشرعي أن مثل هذا الزواج تكثر مفاسده في المجتمع فأراد وضع ضوابط لها من منطلق شرعي جاز له ذلك.
أما إن كنت تلمح إلى أن الحد الأدنى للزواج إن اقترن بموافقة الأبوين يكون 12 سنة في ولاية ماساتشوستس، ويكون بدون حد أدنى في ولايات كاليفورنيا وديلاوير والميسيسبي، فيمكنك أن تسأل أحد القانونيين هناك عن ذلك ولماذا يختلف الحد الأدنى في حال عدم وجود موافقة الأبوين عن حال وجوده؟! وهل لهذا صلة بموضوع النكاح بولي أم لا؟!
ثم لي سؤال أخير عله يساعد على توسيع الأفق والوقوف على حكمة ترك بعض الأمور دون حد مع وضع الضوابط المانعة للضرر:
هل تقبل بتزويج ابنتك وهي ذات ثمانية عشر عاما (ثالثة ثانوي)؟