606      3465
  • (المرأة كائن ضعيف تحتاج لرجل يرعاها ويقودها!!) أفنان الجعر
  • أفنان الجعر
    أفنان الجعر
    قراءات قرآنية، ودراسات إسلامية.
  • عبارة: ( المرأة كائن ضعيف تحتاج لرجل يرعاها ويقودها! )؛عفوًا، لماذا هي ضعيفة؟ وما الرجل الذي يقودها إذا كانوا هم أنفسهم بحاجة لمن يقودهم؟
    لا تقرئي الجملة بعين خاضعة لتجربة مؤلمة، أو قصة مؤسفة.
     
    جرديها من اندفاعك، ستجدينها صحيحة.
     
    ففي الحقيقة المرأة ضعيفة في تحملها الأعباء والمسؤوليات، ولا علاقة لقوة شخصيتها وضعفها بما نحن بصدده، فالسياق واضح..
     
    الرجل قوي، والمرأة تحتاجه ليرعاها ويقودها، هل يعني هذا أنه لا يحتاجها؟ لا.. بل يحتاجها حاجة شديدة، هل هذا يعني أنها لا تشاركه القرارات والاختيارات؟ لا.. فمن النساء من يملكن رأيًا يزن عقولًا راجحة..!
    هل هذا يعني أنها غبية وهو يقودها بذكائه؟ لا..
    مجنونة وهو يقودها بعقله؟ لا..
    لكنه يعني أنه المسؤول عن تدبير أمور ليس من شأنها تدبيرها كالنفقة والعمل خارج المنزل( في الأصل ) والحماية والقوة البدنية والقلبية والقوامة وغيرها، والتدبير قيادة!!
     
    هذا الاحتقان في التعامل مع الحقائق هو ما يشوّهها فنردها جملة واحدة!! وهذا حيف وزيغ!
     
    تجشم المرأة أطوارًا وأحوالًا ليست من خصائصها التي خُلقت بها، هو عين ما جعلها تشعر أن ضعفها عيب وعورة، وتصويرها ضعفها أنه جنون وسفه وعته، هو المشكلة..!
     
    حصرها معنى الضعف في صورة تنفخها المسلسلات والنماذج الفاشلة هو ما جعلها تغضب وتثور حين توصف بالضعف، مع أننا لا نعني به ما يصورونه، ومقصودنا واضح لطالب الحق!
     
    يا عزيزتي لما قال الله: " يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفًا"
    فالمراد هنا: التخفيف عليه تبعًا لضعف البنية، ضعف الصبر، ضعف العزيمة، ضعف الإرادة..
    وهذي جبلة لا يعاب بها..
     
    وكذلك المرأة ( مقارنة ) بالرجل..
    فهي أضعف منه بنية.
    وأضعف منه قدرة على تحمل المشاق.
    وأضعف منه في مواجهة الصعاب، والأشرار، وسائر ما يُواجَه بالقوة والبطش.
    وغير ذلك مما هو مشهود ومعلوم..!
     
    تحتاج لرعايتها؟ نعم..! هو القيم عليها، وعلى شؤونها.
    تحتاج أن يقودها؟ نعم..! فيكفيها أن تنظم وترتب وتوجه، وتترك له عبء التدبير..!
     
    فما الغضاضة في ذلك..؟!
    حرري عقلك من سلطة الصور التالية:
     
    يقودها وهي تابعة، مسلوبة الإرادة، مكرهة لا تملك أمرها، مقهورة بسلطانه، مكسورة باستبداده..
    يرعاها لأنها طائشة، مجنونة، لا تحسن التصرف، هائمة على وجهها، وغبية كفايةً..!!
     
    هذا النمط من التفكير ناتج عن تصور ظالم، وناقص، وأسود..!
     
    لما عير بعض السفهاء المرأة بضعفها -وقد جعله الله وسيلتها إلى تربعها على عرش التكريم، والتقدير، والرحمة،- فصدقتهم؛ طفحت العاهات الفكرية، وجرّت بعض النساء إلى مهازل التراشق مع الرجال، واستخفت بعض الرجال ليتردوا بسفاهتهم، وكأن الأمر مردود إلى حقيقة ينزع كل فريق منها حقه، وهذا خذلان! نسأل الله السلامة والرشاد..!
     
    عمومًا
    تصالحي مع ضعفك، فهو قوتك الحقيقية، وتداركي حقوقك من خلاله فهو سلاحك الأقوى، وافهمي كيف يكون الضعف أقوى نقاط الضغط والسياسة، وأحسن سبل الحصول على الحقوق كاملة، وخذيها قاعدة:
    المرأة القوية الذكية هي التي تستخدم خصائصها في إدارة الحياة، وليست من تنسلخ من نفسها لتكون خلقًا آخر..!
     
    فما أبشعها وهي تجتهد في تخشين صوتها، وكلمتها، وتربي مخالبها وعضلاتها، وبدلًا من أن تمشي استحياءً تمشي استرجالًا، في حين أنها غبية للغاية غير موفقة في الوقوف أمام رجل مكنها الله منه بطرفها، وعقلها، وقلبها، وما أنعم الله به عليها، ولكنها لا تفقه!!
     
    ألم يقل جرير:
    إن العيون التي في طرفها حور
    قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
    يصرعن ذا اللب حتى لا حراك له
    وهن أضعف خلق الله أركانا؟
     
    هذه تصرعه بحواسها، فكيف إن كان لها فوق ذلك عقل يشرّق برجاحته ويغرّب..؟!
     
    تالله إنها أفتك من مصارع ضرغام!!
    -
    ولولا انهماكي في شغل لدي، لبسطت الحديث كما أريد..
     
    لكن حسبي البيان أعلاه، وفيه غنية إن شاء الله.