6      4621
  • عن معنى حديث ( ساعة وساعة ).
  • القاسم نبيل الأزهري
    القاسم نبيل الأزهري
    مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر
  • ما رأيك في مقولة ( ساعة وساعة )؟

    مقولة نبوية شريفة، لكن بعض الناس يسيئون فهمها واستعمالها.

    وأصلها: أن صحابيا كريما يُدعى حنظلة ذهب إلى رسول الله ﷺ يشكو حالا وجدها في نفسه، فقال: يا رسول الله نكون عندك، تُذَكِّرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأْيَ عين، فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرا.

    فقال رسول الله ﷺ: "والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذِّكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة".

    فساعة تقوى لدى المسلم حالةُ اليقظة، وقوةُ حضور الخوف أو الرجاء، وقوةُ تَذَكُّر هوان الدنيا وسرعة انقضائها، ونحو ذلك .. وساعة أخرى تحصل له بعض الغفلة عن ذلك فيقوم بأمور دنياه، حتى قال ابن الجوزي: "ومِن أين أن يقدر على الأكل والشرب والجماع مَن يرى الأمر كأنه معايِن، وإنَّ من الغفلة لنعمة عظيمة، إلا أنها إذا زادت أفسدت".

    فالمقصود: ساعة لقوة اليقظة، وساعة للمباحات .. لكن بعض الناس يسيئون استعمال تلك المقولة النبوية الشريفة أحيانا فيجعلون ساعة المباحات للحرام لا للمباحات، وربما مع ذلك الانحراف في الفهم جعلوا أيضا ساعة الحرام ساعات، وجعلوا للطاعة دقائق معدودات، وبعضهم يبرر منكراته إذا نُهي عنها بتلك العبارة، وذلك كله تخليط واستعمال لتلك العبارة الشريفة في غير موضعها، ومَن أَحسَنَ الفهم والعمَل أفلح، والتوفيق من الله.

    والله أعلم وأحكم.