أمر الله قسمان: كوني وشرعي.
الأمر الكوني هو ما قضاه سبحانه وقدره على خلقه، مثل تقسيم الأرزاق، ونزول الابتلاءات بالعباد، فالتسليم لهذا الأمر يكون بالصبر على قضاء الله، وعدم الجزع، وعدم النطق بما يغضب الله تعالى.
ولا ينافي الحزن في القلب أو الدمع في العين ذلك، فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم ولده إبراهيم عليه السلام، وقال: إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، إنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون.
ولا ينافيه أيضا الدعاء بالشفاء من المرض، أو تفريج الكربات، أو رفع البلاء، فإن ذلك مطلب شرعي كما قال ربنا جل وعلا «فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا» وهو صنيع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
الأمر الثاني: هو الأمر الشرعي.
وهو ما شرعه الله لعباده من التكاليف، من العبادات، والحدود، وضوابط المعاملات، وأحكام الزواج، والطلاق، والمواريث، والأطعمة والأشربة .. إلخ.
فالتسليم له يكون بقبول هذه التكاليف بالقلب، والتزامها بالجوارح.