لا. والمقصود بالناس الذين يعتبر حبهم أصلا: الصالحون، والمراد عامتهم أو كثرة ظاهرة منهم، والذين يحبون محبة شرعية.
أما الفاسدون أو من يحب أو يكره لغير الله فلا يضر كرهه ولا يحمد حب في نفسه. وكذا لو كان بعض الناس دون بعض من الصالحين يكرهونه ولو بتأول ديني. فعامة الأئمة الذين لهم قدم صدق في الأمة وقع لهم من يبغضهم ويطعن فيهم مقل ومستكثر لأغراض شتي ولا شك أن منهم صالحين ومتأولين لوجه الله.
ولذا لما سأل مالك عن ذكره بين الناس فأجيب أن منهم من يحمد ومنهم من يذم؛ قال ما معناه: كذلك كل الناس، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسن كلها.
وعلى العموم فليس الصالحون كثيرين وليس الحب في الله كثيرا بين الصالحين، فقد عمت الأهواء وطمت. لا يطلب الإنسان العداوة للعموم ولكن لا يغتم إن وقعت ولم يكن مقصرا فيها، وثم من تحب عداوته ويستعاذ من محبته، ومن لا عداوة له أحمق أو منافق.