هل تعلم أن رجلاً من الناس قادته أخطاؤه يومًا حتى خرج من الجنة ودخل فى نصب هذه الحياة؟
نعم. الجنة التى نكد لندخلها أخطأ هو خطأ أخرجه منها.
ماذا تظن أن هذا الرجل قد فعل؟
لا شيء. لقد فعل فعلاً واحدًا أساسيًا: لقد استطاع أن يقف على قدميه ثانية، ليكون أكبر مثل على أظهر معالم عظمة الإنسان: أنه يستطيع دائماً أن يعود.
إن الإنسان باعتبار ما: هو مثل مضروب لإبليس يقيم الله به الحجة عليه إلى يوم القيامة: ليست العظمة فى طهر يقود للكبر، إنما العظمة فى انكسار هذا القلب بين يدى ربه كلما أذنب ذنبًا.
تحمل مسؤولية أخطائك، لكن لا تجلد نفسك، واعلم أن للكون إلهًا واحدًا فلا تضع رأسك إلا بين يديه.
كل خطأ هو فرصة جديدة للتعلم؛ فلا تنظر إلى الصورة الضيقة التى يتمركز الخطأ فى وسطها،
ولكن انظر إلى الصورة الكلية واطمح لها، أن تضيف دائمًا إلى رصيدك فى الحياة تلك المرات التى جعلت النقص فيها سلمًا نحو الكمال.
قف مع نفسك، وانظر لها، بين يدى ربها، ولا تنظر قط إلى الناس، واستعن بالله ولا تعجز، واسأل الله أن يغيثك بغوثه وألا يكلك إلا نفسك، واعلم أن الدنيا ليست دار نعيم، وأن كل مصيبة ليس معها غضب الله تهون.
وآخر شىء: اقرأ القرآن واستمع له ما استطعت، وصل لربك وألح عليه فى الدعاء، واجعل ما بينك وبين الله عامرًا؛ فإنه سبحانه منه الحول والقوة.