هذا كلام مجمل، إن كان المراد أن الدعاء إذا أجيب يحقق فوق ما يتوقع العبد ويؤمل فهذا صحيح، بشروط معروفة من حسن الإخبات وصدق اللجأ والضراعة والتوجه مع الرزق الحلال والصبر وعدم العجلة وتحري وقته وآدابه، ثم يكون الجواب في الدنيا أو الآخرة.
وإن أريد أنه يصنع للإنسان من غير سبب ولا عمل منه فهذا قد يكون، وقد لا يكون، ولكنه إن كان لحكمة إلهية ما = فليس في الشرع ما يدل على استحبابه، ولا نعلم من فعل النبي ولا أصحابه ولا الأئمة المقتدى بهم من كان يدعو ولا يعمل وينتظر معجزة، بل هذا قدح في العقل وفي الشرع، بل يدخل في التعدي المنهي عنه في الدعاء، فإن الدعاء بخرق العادة منه، كمن يدعو أن ينبت له عضوا مبتوتا، أو يرزقه بحرا من ذهب!