الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعدُ؛
تأخيرَك لقضاء رمضان إلى أن أتى رمضان الذي يليه لا يخلو عن صورتين :
الصورة الأولى : أن يكون هذا التأخير بعذرٍ ، كأن يستمر بكِ مرضٌ أو سفرٌ أو حملٌ أو رضاعٌ ، ونحو ذلك ، فهنا يجبُ عليكِ قضاءُ هذه الأيام فقط .
الصورة الثانيةُ : أن يكون التأخير بغير عذر ، ففي هذه الحالة يجب ثلاثة أمور : التوبة إجماعًا ، والقضاء ، والفدية : عند السادة الشافعية
.
• أما التوبة ؛ فيجب الاستغفار والتوبة من ذلك ؛ إذ تأخيرُ قضاءِ رمضان إلى أن يأتي رمضان الذي يليه حرامٌ إجماعًا .
• وأما القضاء ؛ فيجب قضاء هذه الأيام التي ثبتت في الذمة .
• وأما الفدية فمقدارها مُدٌّ من غالب قوت البلد عن كل يوم ، ومصرفها الفقراء والمساكين .
والمد بالتقدير المعاصر : 600 جرام أرز تقريبًا (احتياطًا) .
ودليل وجوب الفدية : آثار الصحابة الكرام ، ومنها :
ما أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (ج4/ص234) عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء عن أبي هريرة قال : «إنْ إنسان مرض في رمضان ، ثم صح فلم يقضه ، حتى أدركه شهر رمضان آخر ، فليصم الذي أحدث ، ثم يقضي الآخر ، ويطعم مع كل يوم مسكينًا» .
ورواه الدارقطني في «سننه» (ج2/ص196) من ذات الطريق ، وقال : «إسناده صحيح موقوف» .
وهذا مروي عن غير أبي هريرة من الصحابة أيضًا .