261      3338
  • يعاني من التشتت ويسأل عن أحسن طريقة لتنظيم الوقت
  • د.عبد الله موسى
    د.عبد الله موسى
    مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر
  • حديثاً رجاءً عن كيفية تنظيم الوقت.
    الوقت منظَّم أصلا بقدرة الله، الليل كما هو والنهار كذلك، نحن الذين تعترينا الفوضى وتغشانا العشوائيّة ويخدعنا الفراغ!
     
    أعرف أنّ ما أقوله معروف، وليس مقصودا من السؤال، ولكنْ التأكيد عليه والتذكير به لأجل أنْ نعرف أنّ تنظيمنا لأنفسنا وإعادة ترتيب دفاترنا لا بدّ أنْ يكون بنفس الطواعية والانسجام التي عليها الزمن الكوني، فالوقت في غاية النظام والإحكام بليله ونهاره من غير صخب ولا شوشرة ولا ارتباك، كذلك يجب أنْ نكون نحن في تحرّكاتنا الدقيقة والمحسوبة والنّظاميّة.
     
    إليك مفردات تنظيم مشاريعنا وما نحن بصدد إنجازه أو بصدد الاستعداد له:
     
    ١-الإيمان بالفكرة التي سنعمل لها وكيف أنّها فارقة في واقعنا الآنِي والآتِي.
     
    ٢-الاستعانة بمَنْ يَمْلِك نواصينا وقلوبنا أنْ يُعطينا العافية والسداد والمدد والدوام.
     
    ٣-فلترة أوقاتنا من أشكال الزحمة البصريّة والسمعيّة والتركيز النفسي والذهني نحو المشروع، والتماس خَلُوّ البال من أيّ شئ في وقت الاستجمام والاسترخاء.
     
    ٤-الابتعاد عن الترفيهات المُحرّمة مهما كانت اعتياديّة لدى الآخرين.
     
    ٥-الكلام الكثير من أكثر ما يُفسد النظام، فاسكت ولو كنتَ في غير العمل.
     
    ٦-النوم المُشْبِع مهم جدًّا بشرط أن يكون بالليل أو في غير أوقات الصلاة.
     
    ٧-بعد هذا كلّه صدقوني لو عكفتم على الشئ الذي تودّون إنجازه ولو ساعتين كل يوم لكن بدوام وإمعان واحتراق وبالشروط السابقة، لم تكونوا قد تجاوزتم حدّ النظام قِيْدَ أُنْمُلَة.
     
    ورُبَّ درهمٍ سبق مائةَ ألفِ درهم!
     
    مَنْ لِي بمثْلِ سَيْرِك المُدَلَّلِ... تَمشي رُوَيْدًا وتَجِي في الأوّلِ
     
    وأمّا المُقاومة وشدّ الحزام وإعلان الطوارئ وحبْس الأنفاس فهذا مما يُوقِف عجلة النظام ويُصيبنا بالانفصام والضغط والانتحار.