أخذُ الأجرة على تعليم القرآن ليس حراما عند جمهور العلماء، وأنت تنفقين من وقتك وجهدك لأجل تعليم هؤلاء الأطفال، فلا حرج عليك في أخذ الأجرة على ذلك، وفي الحديث الصحيح: "إنَّ أحقّ ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله". رواه البخاري.
وتعليم الأطفال القرآن عمل عظيم مهما أعطوك عليه من أجر فإنهم لا يستطيعون مكافأتك في الحقيقة على قدر إحسانك لأولادهم، وإنما هم فقط يعطونك مقابل الزمن الذي تفرغين نفسك فيه لهؤلاء الأطفال، ومقابل الجهد الذي تبذلين معهم، أمَّا آية واحدة فقط من القرآن تعلمنيها طفلا ابتغاء مرضاة الله، وتبليغا لكتابه الذي أنزله، فلا يقدر أحد من الخلق على مكافأتك عليها على وجه التمام، والدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فبضعة جنيهات يمنحها إياك والد طفل أجرة تعليمك إياه ليست شيئا مذكورا بإزاء عملك العظيم وإحسانك الكبير لأولاده بتعليمهم القرآن.
وبناء عليه: فأخذك الأجرة على تعليم الأطفال القرآن جائز، ولا حرج فيه إن شاء الله، وهذا مذهب الشافعي وجمهور العلماء، والحديث الذي ذكرته يشهد لهم.
والله أعلم وأحكم وألطف وأرحم.