181      7468
  • كانت مسلمة ملتزمة ثم تركت الإسلام بعض تعرضها لبعض المشكلات!
  • أحمد سالم
    أحمد سالم
    المدير العام لمؤسسة (أكاديميك) للدراسات والأبحاث والاستشارات
  • أنا كنت إنسانة مسلمة ملتزمة أواظب على الصلاة وملتزمة بحجابي وأحاول أن أرضي ربنا، ومع شوية مواقف حصلت ما بقيت مؤمنة بالإسلام، بس بيني وبين نفسي.. بطلت أصلي إلا نادرا وما بقيت مؤمنة إن الدعاء مستجاب وحاجات مشابهة.. الحاجة الوحيدة ال‍واثقة فيها إن ربنا موجود بس مش لاقياه في الدين ده.. حضرتك هتقدر تساعدني؟

    أسمي هذه الطريقة التي في سؤالك: منطق الصفقات، أنا أعلم أن الجزاءات المعجلة، سواء كانت بالخير كاستجابة الدعاء (أطب مطعمًا تكن مستجاب الدعوة) أو بالشر كالعقوبات الدنيوية المعجلة على المعاصي= هي بعض هذا الدين، لكني أريد أن تعلمي شيئين:

     

    الأول: أن الثمرات المعجلة هذه شرعت لنقص الإنسان وضعفه؛ فالإنسان يحب العاجلة، ولولا تخويفه بعقوبات معجلة، وتأميله بثمرات آنية= لكثر شره وقل خيره، وإلا فإن عذاب الآخرة ونعيمها كانا كافيان جدا لولا أننا ظلمة جهلاء تعترينا الغفلة وتخدعنا لذائذ الأوهام وتغرنا زهرة الدنيا.

     

    الثاني: أنه لا قوانين حتمية في الدنيا، فلربنا عز وجل فيها تدبير أوسع من هذا، وله في تأخير الثمرات الدنيوية أو تعطيل العقوبات العاجلة عن مستحقها= حكم شتى، ولو كان كل ظالم تأخذه صيحة تهلكه= فأي اختبار تشكله الحياة إذن؟

     

    وبعد معرفة هذين الشيئين= فيُشرع للعبد أن يفعل الطاعة راجيًا رحمة الله والجنة، وأن يترك المعصية خشية لله وخوفًا من عقابه، ويشرع له مع ذلك أن يرجو الثواب العاجل في الدنيا وأن يرجو أن يعوضه الله في الدنيا خيرًا من معصية تركها لله، لكن لو عظم جانب العاجلة في نفسك فهذا مفتاح تسلط الشيطان وممر أودية السخط والهلكة.

     

    أنا مسلم، قرأت القرآن، ونظرت في سيرة نبينا، ومسيرة أصحابه، وتصاريف الأيام وتقلباتها بالدين وأهلها، ولا أمل من النظر في تاريخ الإنسانية منذ عرفناه= ولم أزدد إلا يقينًا بأن هذا القرآن ليس كلام بشر، وأن هذا النبي صادق أمين لو خلقت الدنيا كلها كرامة لوجوده وأن نتمتع باخباره= لما كان كثيرًا، وأن صحابته أفراد الخلق لا نظير لهم، وأن مسيرة هذا الدين وتقلب الأيام به وقدرته الفذة على الاستمرار محتفظا بصورة الأولى ممكنة الطلب دائما= آية عظمى على صحته وحفظ الله له.

     

    ومن علم هذا فلن ينتظر شهواته المعجلة لتثبت يقينه فإن الشهوات المعجلة تحصل للمسلم والكافر، وقد أظهر الله معجزات الأنبياء لقوم فما زادهم ذلك إلا كفورًا فاحذري من تسلط هذا على قلبك فإنه إن تسلط عليه أفسد دنياك وأوبق آخرتك.

     

    إن أردت الهداية فاسألي الله إياها بصدق= وأكثري من قراءة القرآن.