مادة (خلق) في لغة العرب تدور حول معنى التهيئة، تهيئة شيء ما ليصبح الصورة المطلوبة المرادة ..
فمثلًا الخلق الموجود في قول عيسى عليه السلام: "أخلق لكم من الطين كهيئة الطير"، أي أهيئ الطين وأفعل فيها ما يكون به على هيئة الطير ..
وكما في قوله سبحانه: "فخلقنا المضغة عظامًا" أي هيأنا المضغة لتتحول إلى عظام ..
وهذه التهيئة وهذا التشكيل في أحيان كثيرة يحتاج إلى تقدير وقياس، فسمت العرب نفس التقدير والقياس خلقًا، لأن ذلك من التهيئة التي هي معنى الخلق ..
فالعرب مثلًا تقول: خلقت الأديم، والأديم يعني الجلد، وقد يقول الخيّاط مثلًا: خلقت القماش، يعني قدرته، يعني قسته، حددت المقاسات المطلوبة لكي أقطع الزائد وأشكّل القماش ليصبح كذا أو كذا ..
وكذلك مثلًا في فعل عيسى عليه السلام السابق، أنت لكي تشكل الطين ليكون كهيئة الطير، تقدّر حجم الرأس إلى حجم الجسد، وتقدر حجم الجناح ونحو ذلك، فنفس التقدير يسمى خلقًا، وكامل التهيئة والتشكيل والتسوية يسمى خلقًا كذلك
والله أعلم