الحمد لله وحده.
لا يجوز تفسير شيء من كتاب الله تعالى، بغير ما يحتمله اللفظ في لغة الصحابة وعهدهم وعرفهم المخصوص في الخطاب، ثم لغة العرب.
ولا يجوز تفسير شيء من كتاب الله، إلا على ما يحتمله هذا الموضع المخصوص من كلام الله، بمعنى:
إذا كان دين الله يقضي بأنه: (ينبغي الإحسان في كل شيء)، في العبادة، وفي الطبيخ.
وكنا نعلم أن هذا صحيح في دين الله، ولا نختلف في ذلك.
فإنه رغم ذلك، لا يجوز أن يستدل أحد بقوله تعالى: {إن الله يحب المحسنين} إلا على المعنى المراد بالآية فقط.
وقد تكررت هذه الجملة في كلام الله تعالى، لعل المراد في بعضها: الإحسان في الإنفاق والصدقة، وفي بعضها في عموم العبادة، وغير ذلك.
فالمقصود:
أنه لا يحل لأحد أن يحمَل كلام الله تعالى إلا المعاني المخصوصة التي نظن أنها مراد الله تعالى في الموضع المخصوص.
وأنا لا أعلم إلا أن مواضع {يحب المحسنين} التي في القرآن، إنما يراد بها الإحسان بفعل العبادات المشروعة المطلوبة المأمور بها في الشرع، يتدين بها الإنسان.
وبعد؛
فاعلمي أن النافع لك ولنا جميعا في الاستدلال على ما تريدين من الإحسان في الطبخ، وفي شيء دنيوي، هو قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته).
فقوله صلى الله عليه وسلم: (على كل شيء)، عام شامل لكل شئون الدنيا والآخرة، المأمور به شرعا (الواجب والمستحب)، والمأذون فيه المباح، إن شاء الله.
وإذا كان الله تعالى قد كتب الإحسان، وقضاه وأراده، فهو إن شاء الله يحبه ويرضاه، سبحانه وتعالى.
والله أعلم.