الحمد لله وحده.
يا ربي!
أنا فقير محتاج إلى ما تنزله عليّ من الرِّزق.
والله ربُّنا هو الرّزاق، كما أخبر عن نفسه تعالى.
قال عز شأنه: (إنّ الله هو الرّزّاق ذو القوّة المتين).
فهو الرّزّاق، ومع كونه رزاقا، فهو قويّ يفعل ما يريد، ومع كونه تعالى قويا، فهو متين لا يحجز قوّته شيء.
سبحانه وتعالى.
ولذلك فالناس كلهم فقراء إليه، وضعفاء بين يديه، لا يقدرون على شيء إلا بإذنه وتوفيقه.
لا الكسب ولا الصحة ولا العمل الصالح ولا دفع ظلم ولا شيء.
فالعبد تامّ الفقر، والله تام الغنى.
كما قال عز شأنه: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنيّ الحميد).
فهو الغنيّ الذي يملك كل شيء، (وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما) .
فله تعالى تمام الغنى، ومع كونه كذلك، فهو المحمود من كل وجه في صفاته وأفعاله.
وأعظم الرِّزق؛ الإيمان بالله، والعمل الصالح المنجي من عذاب القيامة!
هذا أعظم الرِّزق.
وهو خير ما يعلن العبد فقره إليه، ويطلب من الرّزّاق أن يمنّ به عليه.
وما زال كلّ عبدٍ في حاجة وفقر إلى هدايته تعالى، هداية التوفيق والإرشاد وهداية الإيمان، ويحتاج ويفتقر إلى بقاء ذلك بعد وجوده، وزيادته بعد بقائه، وتثبيته بعد كل ذلك إلى يوم لقائه.
ولذلك فقد قال ربُّنا كما في الحديث القدسي: (يا عبادي؛ (كلّكم) ضالٌّ، إلا من هديتُه، فاستهدوني، أهدِكم)!
ربّ إنّي لما أنزلتَ إليَّ من خيرٍ فقير.
فأنزل عليّ من خزائن الرِّزق إيمانا ويقينا وما يصلحني من خير الدنيا.
واهدني، فإنه من تهدِه فلا مُضلّ له.
جزاك الله خيرا على السؤال الحسن.