أن تحملنا حاجاتنا إلى الله تعالى فنذكره ونصحح عباداتنا ونجدد ميثاق العبودية..فليس في هذا أي نفاق..
لكنَّ من عاين فقره علم أنه مضطر إلى ربه تعالى في كل نفَس وطرفة عين؛ فإن من علامات السوء ترك الشكر بعد زوال الكرب، ونعوذ بالله أن نكون ممن قال الله فيهم: "وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه" وهذا خلقٌ في الغاية من الخسة والجحود!
ومن ذاق لذة الافتقار إلى الله تعالى فرح بالهم الذي يدله على ربه، وفرح بزواله عنه ليتحقق بالشكر عرفانًا بفضل ربه عليه، وهذا مدخل عظيم إلى حب الله تعالى؛ فإن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده؛ شكرًا وحبًّا له وإقبالًا عليه ونسبة الفضل كله له سبحانه وبحمده.
والخلاصة: العاقل من جعل حاجته مفتاح عبادته، وطريق سعادته.
والجاهل الخسيس: من ظنَّ أنه يخدع ربه، أو طغى فظن أنه مستغنٍ عنه، والعياذ بالله "كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى".
ولم يقل: أن استغنى؛ لأن نعت الإنسان الذي لا يغادره أنه فقير مضطر، ويستحيل في حقه أن يستغني عن ربه قط!