170      23789
  • ما حكمة الله تعالى من خلق إنسان شاذ جنسيًّا؟
  • كريم حلمي
    كريم حلمي
    فقه حنبلي
  • في حياتنا الكثير ممن هم شواذ جنسياً، ما حكمة الله تعالى من خلق الإنسان بهذه الصورة؟ لم خلق الله قوم لوط وهو يعلم بفعلتهم وما يفعلوه؟ هل خلقهم ليخسف بهم الأرض؟ نحن كمسلمين نكفرهم ونأمر بقتل الفاعل والمفعول به دون أن نضع في بالنا أن كل هذه الأسئلة تدور بداخله.. فكثيرا منهم من ألحد

    هذا النوع من الأسئلة ينطوي على مغالطات كثيرة، وتحتاج إلى استطراد في البيان، لكن سريعًا في نقاط:

     

    1. أنت حكمت بأن الله جل وعلا خلق الشاذ بهذه الصورة، وكأنه مغلوب على أمره، وهذا خطأ.

     

    2. لا فرق بين الشاذ وغيره في اختبار الحياة، الشاذ عنده ميول لنفس جنسه، وغير الشاذ عنده ميول (محرمة في نطاق كبير) للجنس الآخر، وكلاهما عنده ميول للتملك وغير ذلك من الشهوات التي قد تدفع للحرام، وكلاهما مأمور أن يجاهد ميوله وأن يصحح مسار شهواته، وأن يلجمها بلجام العبودية ومراعاة حق الله سبحانه وتعالى.

     

    3. فوق ما سبق فإن الشذوذ مرض واختلال، ركون الإنسان إليه ومحاولة تبريره بدلًا من معالجته وإصلاحه = ظلمات فوق ظلمات، وظلم للنفس.

     

    4. الله جل وعلا لم يخلق عباده لينعّمهم أو يداعبهم!، نحن لسنا أبناء الله وأحباءه، نحن عباده، خلقنا ليبتلينا بعبادته، بحبه ورجائه وخوفه، خلقنا أحرارًا، وهدانا كل واحد منا السبيل، إما شاكرًا وإما كفورًا، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن ربي غني كريم، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم كانوا يظلمون.

     

    5. حكمت بأنا نكفرهم! لماذا تتكلم بهذه الوثوقية؟! .. لا نكفرهم.

     

    6. أما القتل، فعجيب منك أن تتعجب من قتل اللائط ولا تتعجب من قتل الزاني، ما الفرق عندك بينهما؟ .. مع إن أمر اللائط أشد وأشنع وأبعد، ثم هذه الحدود لها شروط وضوابط، الأمر ليس مرسلًا هكذا ..

     

    7. (كثير منهم ألحد)! .. هل يفترض أن أبدل له الدين كي لا يلحد؟ ، ألحد أنا عوضًا عنه؟! .. سبحان الله! .. هذا مخذول، لم يقنع منه الشيطان بأن يكون عاصيًا فجعله كافرًا! .. هل يهدد الله؟! .. يريد دينًا يوافق هواه وإلا يكفر؟!
    سبحان الله!

     

    عمومًا دي حكاوي خايبة، أعرف شبابًا كانوا غرقى في هذا المستنقع فلم يدفنوا رؤوسهم في الرمال، ولم يلبسوا جبة الضحية، أو يبرروا تبريرات فارغة، ففتح الله لهم فتحًا عظيمًا، وتعافوا تمامًا، بل أصبحوا عونًا لمن هذا حاله.