110      3120
  • ماذا أقول في خطبة صلاة العيد إذا خطبت في أهلي بالبيت؟
  • أحمد عبد السلام
    أحمد عبد السلام
    فقه شافعي
  • سنصلي العيد في البيت إن شاء الله، وأنا لا أحسن الخطابة، فماذا أقول في الخطبة؟

    هذه خطبة لصلاة العيد، تامة الأركان، كتبتها لمن يريد أن يخطب في أهل بيته، ولا يستطيع الخطابة، فيمكنه أن يقرأها من الهاتف إن شاء الله.
    تقبل الله منا ومنكم.

     

    الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر.


    إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.


    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .


    {يَاأَيها الذين آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون}


    { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.


    {يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعمالكم وَيَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً}.


    أما بعد؛

     

    فإن العيد هذا العام يعود في ظروف استثنائية، ما عهد المسلمون مثلها، ولا تصور أحد أبدا أن يهل رمضان؛ فلا يجتمع المسلمون في المساجد للقيام.


    ثم ينقضي رمضان .. ويهل العيد، فلا يجتمع المسلمون في صلاة عيدهم، ولا تتزين الساحات بالتكبير، وهذا مما يؤلم كل مسلم بلا شك.

     

    لكن مع ذلك كله، فإن فضل الله علينا عظيم، ورحمته بنا واسعة، ولو أخذ الواحد منا يعدد عطايا الله ونعمه عليه في ساعتنا هذه، لتوارى إزاء هذه العطايا كل فَقد، وتناهت في الصغر أمام هذه النعم الكبرى كل بلية.
    {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم}.

     

    فإن حدثتك نفسك أنك محروم من مشاهد العيد التي تعودتها. ممنوع من لقاء الأهل والخلان.

    فحدثها أن هناك من حُرم العيد كله، وفارق دنيانا قبل بلوغه.
    بل حدثها أن هناك من حُرم رمضان كله، فلم يبلغه، بينما أدركت أنت رمضان، وأنت في عافية، ووفقك الله لصيامه وقيامه.
    وهذه نعمة لو تعلمون عظيمة !


    روى أحمد ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼﻥ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻋﺔ ﺃﺳﻠﻤﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭاﺳﺘﺸﻬﺪ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻭﺃُﺧِّﺮ اﻵﺧﺮُ ﺳﻨﺔ، ﻗﺎﻝ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ: ﻓﺄﺭﻳﺖ اﻟﺠﻨﺔ، ﻓﺮﺃﻳﺖ اﻟﻤﺆﺧﺮ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﺃﺩﺧﻞ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﻬﻴﺪ، ﻓﺘﻌﺠﺒﺖ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ، ﻓﺬﻛﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وسلم، فقال: " ﺃﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﺻﺎﻡ ﺑﻌﺪﻩ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﺻﻠﻰ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا ﺭﻛﻌﺔ ﺻﻼﺓ اﻟﺴﻨﺔ؟!".


    تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أليس قد صام بعده رمضان؟!"
    أن تدرك رمضان، ثم توفق لصيامه وقيامه، هذه نعمة عظيمة تستوجب الشكر، وهي التي يفرح بها المسلم في هذا اليوم على الحقيقة، ولأجلها يكبر الله جل وعلا.
    كما قال سبحانه: {ﻭﻟﺘﻜﻤﻠﻮا اﻟﻌﺪﺓ ﻭﻟﺘﻜﺒﺮﻭا اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﺪاﻛﻢ ﻭﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺸﻜﺮﻭﻥ}.


    ألا بذلك فلتفرحوا، إن الفرح أيها المسلم أصلا ليس باللبس الجديد، ولا بالزينة، ولا بالتجمع في الساحات، فهذه كلها في الحقيقة هي مظاهر الفرح .. هي تعبير عن الفرح، أما الفرحة نفسها فهي بما منَّ الله علينا في هذا الشهر من صلوات مقبولات.
    وتلاوات مباركات.
    ودعوات مستجابات.
    وحسنات جاريات.
    وباقيات صالحات.
    فلأن غابت مظاهر الفرحة، فإن الفرحة نفسها حاضرة في قلوبنا، نشعر بها، ونعبر عنها شكرا لله جل وعلا.

     

    {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.

    أقول ما تسمعون .. وأستغفر الله لي ولكم.


    [ الخطبة الثانية ] 

     

    الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر.

    الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامة على عبده المصطفى، وآله وصحبه المستكملين الشرفا، وبعد؛

     

    فإن المسلمين إن فرقتهم الحدود، جمعتهم العقيدة.
    وإن باعد بينهم الوباء، قرب بينهم الولاء.
    {ﻭﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺃﻣﺘﻜﻢ ﺃﻣﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﻓﺎﺗﻘﻮﻥ}.

     

    المسلم أخو المسلم في كل مكان وزمان، وأخوة الإسلام لا يحدها شيء، لا حدود لها، لا مكانية، ولا زمانية.


    فمسلم اليوم يستشعر أنه في زمرة واحدة، وسبيل واحد، مع مسلمي القرون الأولى، ومسلم مصر، يستشعر أنه في زمرة واحدة، وسبيل واحد، مع مسلمي مشارق الأرض ومغاربها.


    كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم:
    "ﺗﺮﻯ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺮاﺣﻤﻬﻢ ﻭﺗﻮاﺩﻫﻢ ﻭﺗﻌﺎﻃﻔﻬﻢ، ﻛﻤﺜﻞ اﻟﺠﺴﺪ، ﺇﺫا اﺷﺘﻜﻰ ﻋﻀﻮا ﺗﺪاﻋﻰ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ﻭاﻟﺤﻤﻰ"


    فلئن فرق الدهر المسلمون ساعة، فإنهم مجتمعون بفضل الله على لواء واحد إلى قيام الساعة.
    وإن هذه المحنة إلى زوال، وفرج الله قريب، وستجمعنا غدا المساجد، وستعمر بنا الساحات، وسنزين أعيادنا بالتكبير إن شاء الله تعالى أعواما مديدة.
    وستصبح هذه الأيام مجرد ذكرى، وعبرة، وعظة، تذكرنا بقيمة العافية، وقدر الحرية، ونعمة الجماعة، وقدرة الله على خلقه أجمعين، فاتقوا الله واعتبروا يا أولي الأبصار.

     

    أسأل الله العظيم أن يرفع عن المسلمين البلاء والوباء، وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين، وأن يعافي إخواننا في العزل الصحي، وأن يفرج عنهم عن قريب، وأن يردهم إلى أهلهم سالمين.


    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات،
    اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم تقبل منا رمضان، وتقبل منا الصيام، والقيام، تقبل منا صالح الأعمال واغفر ما دون ذلك.


    وسلاما على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

     

    [ انتهت الخطبة ] 


    اقرأ أيضًا: 



    = حكم وكيفية صلاة العيد في البيوت وخطبتها:

    https://qutooff.net/item.php?id=31

     

    = هل يكون في صلاة العيد خطبة واحدة أم خطبتان؟

    https://qutooff.net/qtf.php?id=104