الحمد لله وحده.
إن كان مع إخفاء صورة وصوت المدفوع له، بحيث نستحيل معرفته.
فهو جائز إن شاء الله، بشرط أن يكون للغرض المذكور في
السؤال حقا.
فإنه ليس فيه حينئذ إلا أنه إعلان بأنها تنفق وتتصدق.
وقد مدح الله الذين ينفقون أموالهم سرا وعلانية، في أكثر من آية من الكتاب، منها قوله تعالى: {إن الذين يتلون كتٰب الله وأقاموا الصلوٰة وأنفقوا مما رزقنٰهم سرا وعلانية يرجون تجٰرة لن تبور}.
بل إنه تعالى أمر بذلك، كما في قوله عز وجل: {قل لعبادي الذين ءامنوا يقيموا الصلوٰة وينفقوا مما رزقنٰهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال}.
هذا؛
وقد ذكر العلماء، أن الأصل إخفاء العمل، وجاء ذلك مخصوصا بالإنفاق أيضا، في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة وهو في الصحيحين : (.. ورجل تصدق، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ..).
والتحقيق أن الجمع بين نصوص الوحي ميسور، بأن يقال:
أما من يضبط نفسه على قانون الإخلاص، فإنه يعمل بالأمرين.
فالإعلان يستحب أحيانا، حتى يؤتسى بالمنفق، فيحث غيره على النفقة.
والإسرار أصل العمل، فهو محبوب لله، بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا بد منه ولو في بعض العمل.
وأما الذي تنازعه نفسه بالرياء، فإعلان النفقة ليس واجبا، بل يجب عليه أن يحترز من وسواس الشيطان.
والله أعلم.