878      458
  • هل أدعو بالخير حيثما كان أم أُلح في طلبي؟
  • قطوف
    قطوف
    جواب محرر من الفريق العلمي بالموقع.
  • ربنا عَزَّ وَجَلَّ يحب العبد اللحوح، ولكن كيف ألح في الدعاء وأتمسك به ويكون عندي أمل في الاستجابة وفي نفس الوقت فرضا أن ما أدعو به ليس هو الخير، فهل أدعو بالخير أم أُلحُّ في طلبي؟
     
    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعدُ؛
     
    هناك دعاء طلب ودعاء عبادة..
    فالمسلم لا يدعو ليطلب فقط أمورا من الله عَزَّ وَجَلَّ؛ إنما لأنه مأمور بالدعاء، فالدعاء مخ العبادة.
     
    - فالأدعية التي فيها طلب الجنة وأمور الآخرة تُلحِّين بها في الدعاء، وكذلك أدعية القرآن والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
     
    - أما أمور الدنيا التي لا تعلمين إن كانت خيرا لك، فادع بها بصيغة الاستخارة، واسألي الله ﷻ فيها العافية..
     
    فمثلا إن أردت تخصصا معينا في الجامعة فقولي: اللهم يسِّر لي القبول فيه إن كان خيرا لي.
     
    والأمل في الاستجابة لا يكون فقط بأن يحصل ما تريدين..
    فمن فقه الدعاء أن نعلم أن الله عَزَّ وَجَلَّ قد لا يستجيب لحكمة يعلمها فندعوه أن يُرضينا بما قدّر وكتب، وكذلك قد يصرف عنك سوء بدعائك وقد يدخر لك الأجر ليوم القيامة.
     
    فالرجاء في الله عَزَّ وَجَلَّ أنك في خير طالما أنك تدعينه فلا خسارة مع الدعاء مطلقا.
     
    وهذا الرضا لا يكون إلا من قلب يؤمن بالقضاء والقدر ويعلم صفات الله سبحانه وتعالى وأنه العليم الحكيم جَلَّ جَلاله، فذلك قلب مطمئن ولو ألح في الدعاء وتأخرت الإجابة، وتلك الطمأنينة واليقين أعظم نعيم الدنيا لو تعلمين.
     
    والله أعلم.