851      350
  • ما معنى كلمة ربما في الآية الكريمة: {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}؟
  • د.عبد الله موسى
    د.عبد الله موسى
    مدرس مساعد بكلية أصول الدين - الأزهر
  • في الآية الكريمة: {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}، ربما يشتهر عن معناها الاحتمال، ولكن ما معناها في الآية الكريمة؟
     
    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعدُ؛
     
    (ربما): لا تفيد الاحتمال وليس ذلك من معانيها، وإنما تفيد التقليل أو التكثير بحسب السياق، ومعناها في الآية يَحتمل الأمرين معًا.
     
    - والتقدير على معنى التكثير: كَثيرًا ما يتمنّى الذين كفروا لو كانوا مسلمين، ووقوع التمنّي بكثرةٍ منهم يكون في الدنيا عند تمكين المسلمين وقوّة شوكتهم وظهور دولتهم، وصلاح أحوالهم، فيُغريهم هذا بتمنّي أنْ لو كانوا في صفوف أهل الحقّ والغَلبَة، وفي الآخرة كما جاء في سنن الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: ({رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}، قَالُوا إِذَا أُخْرِجَ أَهْلُ التَّوْحِيدِ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُوا الْجَنَّةَ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ).
     
    - والمعنى على اعتبار التقليل: في أوقاتٍ قليلة يتمنى الكافرون لو كانوا مسلمين، وقِلّة التّمني منهم حاصلةٌ فعلا يَلمحُها كلُّ أحَدٍ، ولا يحتاجُ العاقل إثباتًا لِيُدرك أنّ الكفرة لا يَرَوْن أيّ شَرفٍ أو مَيْزةٍ في عَالَم المسلمين اليوم لكي يُحفّزَهم ذلك ويؤزّهم للانتساب إليه.
     
    وعليه: فمعنى التقليل والتكثير في الآية لا يُعارض أحدهما الآخر، فلكلٍّ منهما وقتُه وأسبابه.
     
    و (رُبَّ) سواء اقترنت بـ (ما) أم لم تقترن لا تفيد الاحتمال، وليس ذلك من معانيها.
     
    والله أعلم.