الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛
الإسلام دين عبودية لله تعالى وارتقاء بالإنسان من عبادة الأشياء إلى عبادة الله الواحد القهار جَلَّ جَلاله، ليس دين سلام ولا دين حرب وإنما هو دين ارتقاء بالإنسان وإخراجه من حيز البهيمية والعبودية لغير الله تعالى.
وأما السلام والحرب فأحوال ولا يوجد إنسان أو فِكرٌ عاقل يتعامل طوال الوقت بالحرب أو يتعامل طوال الوقت بالسلام، الحكيم هو الذي يضع كل شيء في موضعه، والضعيف الجبان هو الذي يلجأ للسلام في كل وقت مهما كانت الظروف والمتجبر الغشوم هو الذي يلجأ للشدة والقوة في كل وقت، وأما الحكيم فيضع السيف في موضعه ويضع الندى في موضعه ويعرف متى يحارب ومتى يُسالِم.