264      797
  • كيف وصف كثير ممن جاؤوا قبل رسالة الإسلام بأنهم مسلمون؟
  • قيس الخياري
    قيس الخياري
    ..
  • كيف وصف كثير ممن جاؤوا قبل رسالة الإسلام بأنهم مسلمون ولما يأت الإسلام بعد؟

    الإسلام منه عامّ ومنه خاصّ:

     

    فالإسلام العام هو دين جميع الرّسل والنّبيين؛ فكلّهم مسلم ويأمر بالإسلام لأنّهم جميعًا يعبدون الله وحده ويتّبعون ما جاءهم من الوحي، ويأمرون النّاس بذلك؛ فمن أطاعهم فقد أسلم بالمعنى العامّ للإسلام؛ قال تعالى: ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))، ((إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ))، وقال تعالى: ((أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ))، وقال عزّ وجلّ: ((يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا))، ((قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)).

     

    ومعنى الإسلام في كلّ هذا ونحوه: الإسلام العام الذي قال تعالى: ((إنّ الدّين عند الله الإسلام)).

     

    وأمّا الإسلام الخاصّ فهو اسم لرسالة محمّد صلّى الله عليه وسلّم وشريعته خاصّة، فإنّه لم يعد يصحّ عند بعثته شريعة تُتّبع إلا الإسلام الذي أتى به خاصّة كما قال تعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ، فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)).