في الآية الكريمة: {وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ}، لِمَ لَمْ تكتب ألف التفريق في الفعل جاءو في بعض المصاحف؟
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ؛
- أوّلا: لا جواب غير أنّ رسم المصحف هكذا، وهو توقيفي، وما كان توقيفيًّا على نَمطٍ خاص، فقد تُفهَم عِلّتُه وقد لا تفهم، ولكن يبقى وجوده على غير مثال سابق معيارًا وميزانًا في ذاته، كأنّه جنسٌ مستقلٌّ لا يَتحاكم إلى غيره من الأجناس.
- ثانيًا: أغلب التوجيهات الواردة -إذا لم يكن كلها- في رسم المصحف هي تعليلات ذوقيّة تأمّليّة، لا تخضع لأصول بعينها أو لقواعد مُطّردة، الأمر الذي يَخرُج بالتوجيه عن نطاق الإحكام المُعبِّر عن الكلمة الأخيرة في الموضوع.
- ثالثًا: سواء كان التّوجيه على وجْهٍ سائغ أم غير سائغ، فإنّ عدم معقوليّة هذه الأنماط بشكل قطعي أو حتّى شِبه يقيني أغلبي لا يقدح في الرسم لا من قريب ولا من بعيد، لأنّ العبرة في فهم صورة الرسم لا في فهم تعليل هذه الصورة.