سَبِّح ربَّك ملتبسا ومصاحبا للتسبيح بالحمد لربك.. كقولك: سبحان الله وبحمده.
إذا نابَك ضِيق فأكثِر مِن ذِكر ربِّك -سبحانه- بالتسبيح والتقديس والحمد والثناء، فإنَّ ذلك سبب لأن يشرح الله صدرك، ويكشف ما حلَّ بِكَ مِن الغم والضيق، فإنَّ الأمور كلها تَجري بتدبير ربِّك سبحانه وبحمده، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وهو الحكيم العليم البر الرحيم.
ولقد كان النبي ﷺ يَضيق صدره بما يقوله المشركون مِن كذب وكفر بالله ورسوله، فأخبره الله أنَّه يعلم أنه يضيق صدره بما يقوله هؤلاء الكافرون، وأنَّ ذلك لَمْ يَخفَ على الله سبحانه وبحمده، وأرشده -سبحانه- إلى المُضِيِّ في طريقه، طريق تنزيه الله عن النقائص، والثناء عليه بالكمال والمحامد، وبيان تفرده -سبحانه- بالألوهية واستحقاق العبادة، وتَنَزُّهه عن الشركاء والأمثال والأنداد، طريق التسبيح والحمد لله الملك الحق لا إله إلا هو.
[ولقد نَعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون - فسبِّح بحمد ربك وكن من الساجدين - واعبد ربَّك حتى يأتيك اليقين].
وفي سورة النصر: [فسبِّح بحمد ربك واستغفره، إنه كان توابا]
وفي الصحيحين من حديث منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت: "كان رسول الله ﷺ يُكثِر أن يَقول في ركوعه وسجوده: [سبحانك اللهم ربَّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي] يَتأوَّل القرآن". أي: يفعل ما أمره الله به في سورة النصر.
والله أعلم