أريد أن ترشح لي كتبا توسع مداركي، وتقوي إيماني، أستطيع أن أرد بها على أي شخص ملحد.
الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعد؛
توسيع المدارك ومعرفة الحقائق وبراهينها أمر حسن مطلوب، ينبغي أن يحرص عليه كل أحد، وكل استزادة من ذلك فهي خير وبركة إن شاء الله، ما دام يثمر ذلك في نفس صاحبه إيمانا ويقينا وبصيرة وعملا بالعلم ومعرفة وقربا من رب العزة والجلال، ومحبة وخضوعا وتعظيما لله تعالى، وانقيادا لما جاءت به الرسل من عنده.
أما الرد على المبطلين، سواء كانوا كفارا ملاحدة أو وثنيين أو كتابيين أو غير ذلك، فليس ذلك مطلوبا من كل أحد، إنما هو مطلوب على الكفاية، متى قامت به طائفة من أهل الحق سقط الحرج عن الباقين، وكان ذلك جهادا منهم بالحجة والبيان.
إلا أن هذا الرد على المبطلين يحتاج لتأهل من صاحبه، لئلا يكون كالصديق الأحمق، يريد أن ينفع صاحبه فيلحق به الضرر، كحال المثل المضروب لدبٍّ أخرق أراد أن يدفع الذباب عن وجه صاحبه فرماه بحجر ضخم فقتل صاحبه وطار الذباب، فلذلك قيل: عدو سوء عاقل، ولا صديق جاهل؛ والحقُّ وإن كان قويا في ذاته إلا أن المدافع عنه متى كان ضعيفا أساء إليه من حيث أراد الإحسان، وأحدث الضرر من حيث أراد النفع..
ولذلك ينبغي إذا سمع غير المتخصص شبهاتٍ مِن صاحبِ ضلالة أن يُحيلَه على صاحب تخصص ليناقشه، وأن يَنصحه إن كان جادًّا في طلب الحقيقة أن يُناقِشَ مُتَخصصا ولا يلقي بشبهاته على قوارع الطرق، وإلا فأعرض عنه، واستمسك بالحق الذي قامت لديك براهينه، فليس بعد الحق إلا الضلال.
وهذا التأهل الذي يحتاجه هذا الباب ليس مجرد كتاب يقرأ، أو دورة تعقد، مع أن ذلك قد يكون مفيدا، بل هو مفيد إن شاء الله، وقد يساعدك ذلك فعلا على إفحام صاحب ضلالة، أو الدخول في مناظرات مصغرة مع بعض المتأثرين بشبهات أهل الضلال، فتصحح له بعض ضلاله..
لكن ذلك لا يؤهلك للخوض في مضائق الأمور، وولوج أوكار الخصوم، إلا أن تسلك سبيل العلم المعروف، فتعرف من علوم العربية وأصول الفقه والدين وعلوم الشريعة والسلوك وأحوال النفوس ما تستطيع به محاصرة خصومك عن بينة وبصيرة، وإلزامهم بما لا مخرج لهم منه إلا التسليم أو المكابرة المفضوحة، أو الفرار من سوق لا تروج فيها بضاعتهم الكاسدة..
وقد قام أهل الحق بجهد كبير في هذا الباب بحمد الله تعالى، فلا تكاد تجد شبهة أثارها مبطل إلا وانتصب له من أهل الحق من يكشف عوارها، ويبدي لأهل العقل والإنصاف عارها، فلا يظل مستمسكا بها بعد ظهور الحق إلا صاحب هوى أو مطموس البصيرة، ومن يضلل الله فما له من هاد.
ولاشك أن لطلب تلك العلوم مسالك معروفة، ولها أهلها ومصادرها وطرائق تحصيلها، وذلك يحتاج لصبر وطول زمان وحرص وجد واجتهاد، والتوفيق من الله في كل حال، ومَن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
أما الثقافة العامة فأمْرٌ حسَن، وسأعتبر سؤالك هو مِن هذا الباب، وسأنصحك بعشرة كتب تجد فيها ما يسرك إن شاء الله تعالى، وهي هكذا تقرؤها على الترتيب:
1- كتاب تعريف عام بدين الإسلام، للشيخ علي الطنطاوي.
2- كتاب مختصر منهاج القاصدين، لابن قدامة.
3- كتاب النبأ العظيم، للدكتور محمد عبد الله دراز.
4- كتاب الرحيق المختوم، للمباركفوري.
5- كتاب شموع النهار، للشيخ عبد الله العجيري.
6- كتاب الفيزياء ووجود الخالق، لجعفر شيخ إدريس.
7- كتاب مدخل إلى نظرية المعرفة، لأحمد الكرساوي.
8- كتاب براهين النبوة، للدكتور سامي العامري.
9- كتاب ينبوع الغواية الفكرية، للشيخ عبد الله العجيري.
10- وقبل هذا كله ومعه وبعده وطول العمر: القرآن الكريم، وكتاب رياض الصالحين.