أعوذ بالله ثم أعوذ بالله، أقدت تلك القلوب من حجارة أو من حديد؟

 

يا لله العجب، أب أو أم يكوي ابنه بالنار لكونه أضاع جنيها مثلا أو قال كلمة غير لائقة!!!

 

إن هذه العقليات المأفونة والقلوب الغليظة لهي أحد أكبر أسباب تشوه الجيل نفسيا..

 

أمَا إن هذا حرام منكر شنيع، ولا يعذب بالنار إلا الله عَزَّ وَجَل، وطفلك ليس بهيمة تملكها ولا دابة تفعل بها ما شئت، بل البهائم لا يجوز كيها إلا لمصلحة كوسم إبل الصدقة مثلا..

 

ولا يجوز من تأديب الطفل إلا ما تدعو إليه الحاجة ولا تتحقق المصلحة إلا به فيضرب ضربا غير مبرح، ضرب تأديب لا ضرب تعذيب ويكون هذا آخر مراحل العلاج السلوكي مع بيان أنك إنما تعاقبه شفقة عليه وحرصا على مصلحته.

 

ولا تحسبن أنك سالم من المساءلة إن أسرفت في التأديب أو فعلت ما لا يجوز، بل الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها..

 

فليتق الله كل امرؤ في عياله ولا يكونن بقسوته وغلظته سببا في فسادهم من حيث لا يشعر، فالرفق ما وضع في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.

 

والله أعلم.